فلنحرر اليمن بعقل وطني عادل ،لا بعاطفة ثأرية.

بقلم: موسى المليكي.

من أجل اليمن.. لا تُغلقوا أبواب الخلاص في وجوه المتحوثين التائبين بصدق

في هذه المرحلة المفصلية من معركة شعبنا اليمني ضد مليشيا الحوثي، بدأت بعض الأصوات تنسحب من مشروع الجماعة، إدراكًا لطبيعته الطائفية وأهدافه التدميرية، أو خشيةً من نهايته الوشيكة.

وإذ نؤكد أن العديد ممن انخرطوا في صفوف المليشيا قد ارتكبوا أخطاء جسيمة، وضللوا، ووقفوا في وجه أهلهم ووطنهم، فإن السؤال الملح الذي ينبغي طرحه بعقلانية ومسؤولية وطنية هو:
هل مصلحتنا في هذه اللحظة هي محاسبة الجميع دون تمييز، أم في تفكيك صفوف الحوثي من الداخل عبر تشجيع الانسحاب والانشقاق؟

رغم اني اعتبر نفسي من المتشددين في مواقفهم ضد أنصار المجوس الا أن القرار الرشيد في الوقت الحاضر يفرض التمييز الواضح بين فئتين:

من تورّط في جرائم قتل وانتهاكات بحق المدنيين، وهؤلاء لا بد أن يُحالوا إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل وفق القانون.

 ومن انسحب، وندم، ولم تتلطخ يداه بدماء أو جرائم، فهؤلاء ينبغي التعامل معهم بروح وطنية، من خلال فتح الباب أمامهم للعودة والمصالحة، ضمن شروط تحفظ كرامة المجتمع، وتراعي حق الوطن والمواطنين في العدالة والاستقرار.

إن التعامل بعقلية الإقصاء والعداء المطلق لكل من انسحب من عباءة الحوثي، هو سلوك غير حكيم، من شأنه أن يُثبّت المترددين في صفوف المليشيا، ويُطيل أمد الصراع.

 نحن لا نوزع صكوك براءة، بل ندير معركة وطنية كبرى عنوانها: استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، ونؤمن بأن من قواعد الانتصار في معارك التحرر أن:"كل من انسحب من صف العدو، يُعد مكسبًا لقضيتنا الوطنية".

وعليه، فإن تشجيع الانشقاقات الداخلية، والتعامل السياسي الواعي مع التائبين بصدق، هو أحد أهم أدوات تفكيك البنية الحوثية من الداخل،
ولا يجوز أن يُقابل ذلك بالتشهير أو الانتقام، بل يجب أن يُدار بحكمة ومسؤولية.