سلسلة رواد العمل الإنساني(7) الشيخ/أحمد محمد باجنيد العطاء المتجدد في العمل الإنساني

سلسلة رواد العمل الإنساني(7) الشيخ/أحمد محمد باجنيد العطاء المتجدد في العمل الإنساني

(أبين الآن) خاص

تزخر سجلات العمل الإنساني بأسماء تركت بصمات واضحة في مسيرة الخير والعطاء، ومن بين هذه الأسماء اللامعة يبرز الشيخ أحمد محمد باجنيد، الذي وُلد بدوعن، حضرموت عام 1358هـ. تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب، ولم يواصل تعليمه النظامي. في عام 1372هـ، انتقل مع والده إلى جدة بالمملكة العربية السعودية، وهناك تعلم الشيخ أحمد باجنيد المجال التجاري.

في عام 1386هـ، انتقل الشيخ أحمد إلى الرياض، حيث أسس عمله التجاري الخاص. وبفضل حسن علاقاته وتعاملاته مع التجار، استطاع أن يبني اسمًا تجاريًا معروفًا، وبارك الله له في تجارته. وقد أنجب أبناءً منهم حسين ومحمد، اللذان يسيران على خطى والدهما في سيرته العطرة.

كانت ابتسامة الشيخ أحمد باجنيد من أجمل ملامحه، فلم تكن تفارقه أبدًا. استضاف في بيته "ندوة الوفاء" الثقافية الأسبوعية، التي تأسست عام 1382هـ بعد الرفاعي، واستمرت في الانعقاد طوال حياته وبعد رحيله. استضافت الندوة كبار الشخصيات من العلماء والمفكرين. وتكريمًا لدوره الثقافي والاجتماعي في المجتمع، تم تأسيس عام 1445هـ منتدى عميد الوفاء التابع لمركز حضرموت للدراسات التاريخية.

كان للشيخ أحمد باجنيد دورًا كبيرًا في العمل الإنساني والخيري والاجتماعي في حضرموت ومناطق أخرى، وفي المملكة ، خصوصًا في المجال التعليمي. كان من المؤسسين لجامعة الأحقاف بحضرموت، وقدم الكفالات والدعم لطلاب العلم، وساهم في بناء المساجد ومدارس تحفيظ القرآن. كما امتد عطاؤه للمجال الصحي بدعم المرضى والمساهمة في الأعمال الإغاثية. كان حريصًا على المشاريع والبرامج المستدامة ذات الأثر الملموس في المجتمع، وكثيرًا ما كان يردد: "أنا أدعم الأفكار والأعمال ولا أدعم الأشخاص إلا إذا كانوا أصحاب فكرة يريدون خدمتها".

آمن الشيخ أحمد باجنيد بأن "العمل الخيري لا وطن له ولا جنسية ولا حدود". بذل جهودًا كبيرة في إدخال السرور على الأيتام والأرامل والمحتاجين، ولم يكن يرد سائلًا، سواء كان عطاؤه قليلًا أو كثيرًا. كان يقول: "مال السخي لا ينفد ولو أعطى الناس جميعًا". كما كانت له إسهامات في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية وإصلاح ذات البين.

كان عضوًا في رابطة الأدب الإسلامي العالميه، ومقر المنظمة كان في مكتبه لسنوات. كما كان عضوًا في جمعية البر بالمملكة ومؤسسًا لجمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي "واعي"، والرئيس الفخري للجمعية الإسلامية بحضرموت.

في العقد الأخير من حياته، أصيب بمرض أقعده على الكرسي المتحرك، لكن نشاطه مع الناس والمجتمع ظل مستمرًا. نستلهم من سيرة حياته أنها كانت مصدر إلهام وعطاء في نفوس من حوله، وتلهمنا للسعي نحو بناء المجتمعات وحب الخير للآخرين ، فكل إسهام يمكن أن يكون جزءًا من عطاء متجدد يؤتي ثماره للأجيال القادمة.

انتقل عميد ندوة الوفاء، الشيخ أحمد محمد باجنيد، إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الجمعة 22ربيع آخر 1438هـ الموافق 20 يناير 2017م. عن عمر ناهز 80عاما . عاش كريمًا ورحل مذكورًا بالخير والسيرة العطرة رحمه الله.

المراجع:

 * مجلة حضرموت الثقافية

 * أسرة المرحوم الشيخ باجنيد

 * مركز حضرموت للدراسات

د. عبد الله رمضان باجهام

باحث في العمل الإنساني