في مودية يحلو الوله وتطيب الحياة وتلذ العين برؤية الأصحاب
في الأيام الماضية زرت مدينة الوئام والمحبة مدينة مودية، وجلست مع الأصحاب والأحباب فيها وما أكثرهم، فلا تنفك من صديق إلا ويستقبلك صاحب بابتسامته الجميلة، فكان مسجد قبأ هو المستقر للحديث مع أولئك الأصحاب الذين لا يُمل الحديث معهم، فكانت لي جلسات أمام ذلك المسجد الذي يفتح أبوابه لكل مسافر يطرق أو يقرع أبواب مدينة الوئام مدينة مودية.
كانت جلسات رائعة مع أبي هاشم الأستاذ سالم مهدي، والأستاذ حمزة علي، والأستاذ جمال هيثم، ودرامة وأبي علي التركي، وعلي العرجاء والعديد من الأشخاص الذين يملؤون المكان محبة بابتسامتهم وطيب نفوسهم، وبجوار محل الأستاذ حلمي فرج تقعد هناك هامة علمية كبيرة يشار إليها بالبنان إنه الأستاذ سالم محمد الذي يمثل الرعيل الأول من الأساتذة الذين بنوا لنا دولة رائدة في العلم.
جلسات وجولات في مدينة مودية مدينة الوئام التي لا يمل الزائر من البقاء فيها، فهناك في عيادة الدكتور سامح الجبل يجلس نابغة المدينة الأستاذ عبدالكريم الجبل، وبجواره الدكتور أحمد سالم والأستاذ الخضر العبد، يمر الوقت سريعًا سريعًا كسحابة صيف، لجمال الحديث مع أولئك الرائعين، وما أن تتفكك من جمال حديثهم لتذهب لأطيب من أنجبت مودية الدكتور محمد مقبل الذي يستقبلك بابتسامته الرائعة، وحسن حديثه إلا ودقائق الساعة تنبؤك بموعد المغادرة، فتميل بي الخطوات نحو صرافة أجياد وأجد هناك الأحباب الأستاذ عيدروس سالم والأستاذ رائد منهمكين في عملهم، فرأيتهم يقابلون زبائنهم بابتسامتهم الجميلة وحسن تعاملهم، فتسلمت من صرافتهم الراتب بكل يسر وسهولة، وقبلها كنت مع الأستاذ والكاتب الألمعي عبدالعزيز علي عوض في جولة قصيرة نحو صرافة العمقي سلمت فيها على الأستاذ فكري علي عوض، فما من مكان في مودية إلا وتجد الأحباب والأصحاب يستقبلونك بالترحاب.
ما أروع مدينة مودية، وما أطيب سكانها، فقد خططت لعمل زيارات هنا وهناك ولكن مودية غيرت خططي ورسمت لي هي الخطط فكل مكان وكل ركن فيها فيه المتعة بكل تفاصيلها، فعندما تمر بركن لعبة الشطرنج الكائن أمام سنترال مودية تجد هناك السيد الإبراهيمي وفريقه في لعبة الشطرنج وخصومه في نفس الوقت الدكتور عبدالعزيز المحوري وداؤود، وأحمد عبد، ويلتف حولهم جمهور كالأستاذ محمد علي والأستاذ محمد القمادي وصاحب الدعابة الأستاذ موسى القمادي وغيرهم الكثير، تمتعت بالمشاهدة لدقائق ثم ذهبت فالوقت في مودية ثمين للغاية، فلابد من اللقاء بكل ما فيها من أحباب ولكن هيهات أن تحيط بهم.
ما أجمل مدينة الوئام مدينة مودية، فما أن يأتي موعد مغادرة هذا المدينة إلا وشعارك: يا الله عساني أقدر وتفكك منها، وأدعو الله أن يعيننا على تكرار زيارة هذه المدينة وأهلها الطيبين، فغادرت عصر يوم الخميس بسيارة الابن الخلوق صالح القمادي، فكانت رحلة جميلة، ونسأل الله أن تتكرر الزيارات لهذه المدينة الطيبة والطيب أهلها.
مشاهد أزعجتني في رحلتي إلى مودية ومنها: رؤيتي الأطفال وهم يجلبون الماء من المساجد ومن خزانات السبيل، فتحسرت على ضياع الطفولة في أعمال شاقة، وكذا لسماعي للمؤذن وهو يقول: لا يوجد ماء في المسجد كلٌ يتوضأ في بيته، ألهذه الدرجة وصل الحال بمودية مدينة المياه، والبساتين والخضرة؟ ومما أزعجني كذلك تهالك الشوارع الداخلية للمدينة وكذا تهالك الطريق الدولي المار بالمدينة، ومما أثار استغرابي زحف بعض الصندقات إلى الشارع، وبعد كل هذا تظل مودية مهوى الأفئدة ومثار إعجاب لكل من يحب الطيبة والدعة والسكينة، وحتى نلتقي في مقال قادم السلام خير ختام.