من صنعاء إلى المجهول وهروب القيادات الحوثية بداية الإنهيار

هروب قيادات حوثية من صنعاء بالفعل ليس مجرد هروب شخصي بل مؤشر على اهتزاز الثقة داخل الجماعة الحوثية وبداية تفكك داخلي يمكن البناء عليه وهؤلاء يعرفون أن النهاية تقترب ويحاولون النجاة مبكراً .

لكن السؤال الجوهري:  
هل نحسن استثمار هذه اللحظة؟ أم نظل ننتظر التحرير الشامل دون أدوات سياسية؟
فتح مكتب تنسيق أو آلية لاستقبال المنشقين أو الراغبين في مغادرة المشروع الحوثي خطوة ذكية جداً يجب ان تفعل بشكل سريع لأنها تفتح ثغرة في جدار العدو وتقلل أعداءك داخل صنعاء وتضعف الحوثي من الداخل وتخلق حالة من الانشقاق الآمن وتشجع آخرين على كسر حاجز الخوف
نعم نحن بحاجة للتحرير لكن الجمود لا يحقق تحريراً والتحرير لا يتم بالقوة فقط بل أيضاً بالعقل والسياسة واختراق بنية الخصم
التحرير الحقيقي يبدأ عندما يتحرك العقل لا حين تتوقف المبادرة بانتظار ضربة حظ
لذالك ليس كل من انتمى للحوثي فعل ذلك عن قناعه بل هناك من انجرف خوفا او تحت ضغط الحاجة او الجهل وهؤلاء يمكن يكونو جزءا من الحل ان تم استيعابهم بذكاء واما الاصرار على معاداه الجميع حتى من قرر الانسحاب فلن ينتج إلا عدوا اقوى ومجتمعا اكثر انقساما 
في المقابل وهو الاهم يجب الا تغفل الشرعيه ان بعض القيادات قد تحاول القفز من السفينة الغارقة بحثا عن فرصة جديدة لا توبه حقيقية لا توبه حقيقية وعلى الشرعية اليمنية إجابة اسأله الشارع اليمني بإنصاف هل نرحم من زرع الفتنة؟
هل نترفق بمن باع أهله وأرضه وشرفه للحوثي؟
هل نرق لمن لم يرق قلبه لأبناء الناس الذين جرهم للجبهات، ثم جلس على كرسي التحريض يرتشف القهوة ويتغنى بالولاية؟
وهنا يكمن دور الأجهزة الوطنية في التقيم والتحقيق لا القبول الاعمى ولا الرفض المطلق 
اليمن اليوم بحاجة الى مشروع إنقاذ وطني يتجاوز لغة الانتقام ويؤسس لمرحلة مابعد الحوثي بمنهج عقلاني ودوله النظام والقانون على الجميع .

لذلك على الشرعية ان تدرك ان التحرير لا يعني فقط تحرير الأرض بل ايضا تحرير العقول والادوات وكسر قيود الجمود ومن لا يحسن استثمار اللحظات الفارقة سيظل يدور في دوامه الانتظار بينما يكتب الآخرون مشهد النهاية.