الشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة... فلا تنكسر

بقلم: صفاء المليح 

حين يسعى الإنسان للخير، يبذل وقته وجهده، ويمضي بثباتٍ وسط العواصف، لا بدّ أن يتعرض للانتقاد. لا لأنّه مخطئ، بل لأنّ نجاحه يُوجع من اعتادوا الصراخ دون عمل، والجلوس دون عطاء.

"الشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة"… حكمة خالدة لا تُقال عبثًا.
وحدها الشجرة التي تُعطي تُرشق، وحده من يترك بصمة يُهاجَم، وحدها اليد التي تعمل تُنتقد.

سيسخرون منك… لأنهم لا يستطيعون مجاراتك.
سيشككون في نيتك… لأنهم لا يملكون نية صافية.
سيقللون من قيمتك… لأن وجودك يُشعرهم بصغرهم.
سيُعلّقون على كل تفصيلة في عملك، لا لشيء، فقط لأنك تجرأت وبدأت، بينما هم ما زالوا واقفين على رصيف الكلام.

لكن لا تجعل صوت الانتقاد يحجب عنك صوت المحتاجين لدعمك.
لا تسمح للحجارة أن تهدم ما بنيته بصبر وألم.
بل اجعلها سُلّمًا ترتقي به.
دعهم يتحدثون... وأنت أنجز. دعهم يشككون... وأنت امنح. دعهم يحسدون... وأنت ازرع خيرًا.

في النهاية، ستنمو ثمارك… وسيتمنى بعضهم لو كانوا مثلك.
ولن يُذكَر أحد منهم، لأن التاريخ لا يحفظ أسماء من رشقوا، بل أسماء من أثمروا رغم الأذى.

فكن شجرة… وابقَ مثمرًا.

بصفاء المليح