بيتك في مجرى السيول مخاطرة محتملة لكل التوقعات
في السنوات الأخيرة أصبحنا نرى ظاهرة مقلقة، حيث يلجأ الكثير من الناس إلى شراء أراضٍ أو بناء منازل في مجاري السيول، يغريهم السعر الرخيص، لكنهم يغفلون عن أن هذه الأماكن ليست صالحة للبناء، وأنها تشكل خطر داهم على حياتهم وحياة أسرهم.
إن الاستهانة بطبيعة الأرض، والجهل بخط سير السيول، أو التغاضي عن ذلك من قبل بعض الجهات المسؤولة، جعل بعض المواطنين يضعون أنفسهم في مواجهة الخطر. فالسيول، مهما طال غيابها، تعود لتشق طريقها القديم، ولا تنسى مجراها مهما اختلف الزمان والمكان.
قد يبدو للناس أن السنوات تمر دون أن يظهر أثر للسيل، فيطمئنون ويظنون أن المكان آمن، لكن الحقيقة أن السيل قد يغيب عشرات السنين، ثم يعود بقوة هادرة تجرف كل ما يعترض طريقه. وهنا تكمن الحكمة في المثل الشعبي: "السيل يعرف مجراه ولو بعد مئة عام".
ولهذا فإن حياة الإنسان أغلى من أي مال أو بناء، لذلك يجب على المواطنين أن يعوا خطورة السكن في أماكن السيول، وعلى الدولة والجهات المختصة أن تفرض رقابة صارمة لمنع البناء في هذه المواقع، حفاظاً على الأرواح والممتلكات.
فالوعي هو خط الدفاع الأول، وتقدير طبيعة الأرض واجب لا يمكن التهاون فيه. فالمكان الذي خطه السيل يوماً سيظل ممراً له مهما طال الزمن.
فلا تنخدعوا برخص الأراضي في مجاري السيول، ولا تغامروا بحياتكم وحياة أبنائكم من أجل بيت قد يصبح في لحظة فريسة للماء، ويصبح الندم العنوان الوحيد لتجاربكم ..