القيادة بالعدل : شرعية لا تُقاس بالورق

د. مرسيبقلم د. مرسي أحمد عبدالله
في عالم السياسة ، غالبًا ما تُقاس شرعية القائد ببنود الدستور ، والقوانين ، والاتفاقات الرسمية . ولكن هناك نوع آخر من الشرعية ، أكثر عمقاً وقوة ، لا يُمنح إلا من قبل الشعب . هذه الشرعية تُمنح للقائد الذي يتجاوز الولاءات الضيقة ، ويُعامل جميع أبناء وطنه بمساواة ، دون تمييز أو محسوبية .
إن القائد الذي يتبنى هذا النهج في حكمه ، ويُظهر التزامه الحقيقي بالعدل ، يكسب قلوب الناس . عندما يُقدّم القائد الكفاءات في المناصب ، بغض النظر عن المحافظة أو المنطقة التي ينتموا لها ، فإن ذلك يمنحه ثقة لا يمكن لأي وثيقة قانونية أن تُعطيها . هذه الثقة تُصبح مصدراً للقوة ،  وتجعل قراراته ، حتى وإن كانت مثيرة للجدل ، تلقى تأييدًا شعبيًا واسعًا .
إن التأييد الشعبي ليس مجرد رقم في استطلاع رأي ، بل هو قوة دافعة تُعطي القرارات شرعية لا تُقهر . ففي لحظات الأزمات ، قد تُعطّل النصوص القانونية ، لكن إرادة الشعب الموحدة تبقى هي الحَكَم الأخير . والقائد الذي يمتلك هذه الشرعية الشعبية ، يكون قادرًا على تحقيق ما فشل الآخرون في تحقيقه .
باختصار ، قد تُعطي القوانين والوثائق الشرعية الرسمية ، لكن العدل هو من يمنح الشرعية الحقيقية التي لا تُلغى.