اغتيال "المشهري" يهزّ تعز.. إدانات واسعة ومطالبات بإقالة شمسان وفاضل والأكحلي

(أبين الآن) متابعات
في جريمة مروعة هزّت مدينة تعز صباح الخميس 18 سبتمبر 2025، اغتيلت الأستاذة افتهان المشهري مدير عام صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، برصاص غادر أطلقه المدعو محمد صادق المخلافي الملقب بـ"الباشق"، أثناء مرورها في جولة سنان وسط المدينة، في حادثة أعادت مشهد الفوضى الأمنية إلى واجهة الأحداث.
وقعًا صادمًا
وبحسب إفادات شهود عيان، باغت الجاني الضحية داخل سيارتها، مطلقًا وابلًا من الرصاص عليها، لتسقط شهيدة في لحظات، قبل أن يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة، وخلّفت الجريمة وقعًا صادمًا في الأوساط الشعبية، خاصة أن المشهري عُرفت بنزاهتها وكفاءتها وإخلاصها في خدمة المدينة، في ظروف بالغة الصعوبة.
شخصية استثنائية
الراحلة إفتهان المشهري لم تكن مسؤولة إدارية فحسب، بل أيقونة للعمل الميداني، إذ اعتادت أن تشرف شخصيًا على حملات رفع القمامة ومتابعة مشاريع التحسين، وحظيت بسمعة طيبة بوصفها نموذجًا للمسؤول النزيه الذي نذر حياته لخدمة الناس بعيدًا عن المصالح الضيقة والفساد.
غضب شعبي
اغتيالها فجّر غضبًا واسعًا في الشارع التعزي، واعتبر ناشطون أن الجريمة ليست استهدافًا لشخصها فقط، وإنما رسالة موجهة ضد كل رموز النزاهة والخدمة العامة، فيما عبّر مواطنون عن خشيتهم من أن تتحول تعز إلى ساحة مفتوحة للاغتيالات، في ظل غياب واضح لهيبة الدولة.
إقالة القيادات
وعقب الحادثة، تصاعدت المطالبات الشعبية والسياسية بإقالة محافظ تعز نبيل شمسان، وقائد المحور اللواء خالد فاضل، ومدير الشرطة العميد منصور الأكحلي، باعتبارهم المسؤولين المباشرين عن الانفلات الأمني، وحمّل ناشطون هذه القيادات مسؤولية مباشرة عن استمرار الجرائم وتكرار الاغتيالات دون رادع أو محاسبة.
القتلة لن يفلتوا
الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أجرى اتصالات عاجلة مع القيادات المحلية والعسكرية في تعز، معربًا عن حزنه العميق لهذه الفاجعة، مؤكدًا أن دم الشهيدة لن يذهب هدرًا. ووجّه الأجهزة الأمنية والعسكرية بسرعة ملاحقة القتلة وتقديمهم للعدالة في محاكمة عاجلة، مشددًا على أن الإرهاب لن يكون له مكان في اليمن.
العدالة قادمة
من جهته، شدد رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك على أن "الجناة لن يفلتوا من العقاب"، مؤكدًا أن الأجهزة المختصة باشرت إجراءاتها لملاحقة المنفذين وتعميم صورهم في المنافذ والنقاط الأمنية، واعتبر أن الجريمة محاولة يائسة لزعزعة استقرار تعز، داعيًا إلى تضافر الجهود لمواجهة العناصر الإرهابية والخارجة عن القانون.
إدانات رسمية
توالت الإدانات الرسمية، حيث وصفت وزارة الإدارة المحلية الحادثة بأنها "جريمة إرهابية جبانة"، فيما اعتبرت سفارة اليمن في أنقرة استهداف مسؤولة عامة نزيهة بهذا الشكل استهدافًا للقيم الوطنية والإنسانية، كما عبّر الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب عن أسفه العميق، محذرًا من أن الإفلات من العقاب سيضاعف مأساة تعز.
صرخة غضب
منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية أدانت الجريمة، داعية إلى موقف وطني موحّد لمواجهة حالة الفوضى، وشددت على أن دماء إفتهان المشهري يجب أن تكون منطلقًا لإصلاح جذري في المنظومة الأمنية والعسكرية والإدارية، وإلا فإن المدينة ستظل رهينة لعصابات القتل والفوضى.
إضراب واحتجاجات
أعلن موظفو وعمال صندوق النظافة والتحسين إضرابًا شاملًا وتعليق العمل احتجاجًا على اغتيال مديرة الصندوق، مؤكدين أنهم لن يعودوا إلى أعمالهم إلا بعد القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، كما شهدت المدينة وقفة احتجاجية نسائية أمام إدارة الأمن، أكدت خلالها المشاركات أن "صوت المرأة لن يُسكت بالرصاص".
انتشار الفوضى
المجلس الاقتصادي والغرفة التجارية اعتبرا الجريمة "ضربة مباشرة لجهود التنمية"، مشيرين إلى أن اغتيال كادر إداري بحجم المشهري يعني استهداف مستقبل المدينة، وأن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق في ظل غياب الأمن وانتشار الفوضى.
وصمة عار
حزب المؤتمر الشعبي العام -فرع جامعة تعز- نعى الشهيدة افتهان المشهري، محمّلًا القيادات الأمنية والعسكرية بالمحافظة كامل المسؤولية عن هذه الجريمة البشعة، محذرًا من أن أي تقاعس سيقود إلى مواقف أكثر صرامة من الشارع تجاه حالة الانفلات الأمني.
إصلاح المنظومة
وأكد الحزب الاشتراكي اليمني، أن اغتيال المشهري ليس جريمة فردية، بل نتيجة مباشرة للانفلات الأمني وتراخي بعض القيادات المحلية، محمّل السلطات الأمنية والعسكرية مسؤولية سرعة القبض على الجناة ومن يقف خلفهم، معتبراً أن دم الشهيدة هو دعوة عاجلة لإصلاح المنظومة الأمنية والإدارية وضمان حماية الكوادر الوطنية من الاعتداءات المستقبلية.
توحيد الموقف
وأدان التجمع اليمني للإصلاح جريمة الاغتيال، واصفًا إياها بأنها "جريمة بشعة استهدفت حياة امرأة بريئة"، مؤكداً أن مرتكبيها تجردوا من كل القيم الدينية والأخلاقية، مشدداً على ضرورة قيام الأجهزة الأمنية بملاحقة الجناة وتسليمهم للعدالة، داعياً إلى توحيد الموقف ضد جرائم الاغتيال التي تستهدف الكوادر المدنية.
منعطف خطير
يرى مراقبون أن الجريمة تشكّل منعطفًا خطيرًا في المشهد الأمني بمحافظة تعز، إذ تزايد نفوذ العصابات المسلحة على حساب سلطة الدولة، وأصبحت المدينة مهددة بالانزلاق نحو فوضى أعمق، وأكدوا أن ترك القتلة طلقاء سيكون وصمة عار جديدة على جبين السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية.
المدينة على المحك
تعز، التي عُرفت تاريخيًا بأنها مدينة التنوير والثقافة، تجد نفسها اليوم غارقة في الدماء والاغتيالات، فيما يطالب أبناؤها بإجراءات جادة تضع حدًا للفوضى، وتعيد للمدينة حقها في الأمن والاستقرار.
أسئلة مفتوحة
وبينما يودّع أبناء تعز واحدة من أبرز رائدات الخدمة العامة، تبقى الأسئلة الكبرى مطروحة: متى ستتوقف هذه الجرائم؟ وهل سيكون اغتيال أفتهان المشهري نقطة تحوّل حقيقية تُلزم الجميع بمواجهة الفوضى، أم مجرد رقم جديد في قائمة طويلة من الضحايا؟.