الدكتور ياسر يسلم راجح يجسد الصداقة في أسمى معانيها... حين حول الوفاء إلى موقف إنساني خالد

(أبين الآن) كتب | فهد حنش أبو ماجد
في زمن تتبدل فيه المواقف، وتغيب فيه القيم الأصيلة، تبرز مواقف إنسانية نادرة تضيء قلوب الناس وتعيد للمعاني النبيلة رونقها. من بين هذه المواقف ما سطره الدكتور ياسر يسلم راجح حين جسّد أسمى صور الصداقة والوفاء الإنساني في رعايته لصديقه وزميل دربه الدكتور ياسر ناصر حيدرة النسري بعد تعرضه لحادث مروري مؤلم في مديرية لبعوس أدى إلى انزلاق في العمود الفقري جعله عاجزًا عن الحركة.
لم يقف الدكتور ياسر راجح موقف المتفرج أو المساند بالكلمة فقط، بل تجاوز حدود الواجب المهني والاجتماعي ليكون إلى جانب صديقه في كل لحظة وأمام كل ألم. فقد لازمه في المستشفى، ورافقه في رحلة العلاج من مشفى إلى آخر، وتحمل مشقة السهر والرعاية على مدى أسابيع طويلة، مفضلاً واجب الصداقة على راحته الشخصية، ومجسداً بذلك أعظم معاني الوفاء والإخلاص الإنساني.
كان ذلك الموقف الإنساني النبيل حديث كل من عرف الرجلين، حيث رأى الجميع في تصرف الدكتور ياسر يسلم راجح صورة نادرة من صور الصداقة الحقة.. تلك التي لا تُقاس بالكلمات ولا تُشترى بالمصالح، بل تُترجم بالأفعال عند الشدائد. لقد أثبت أن الصداقة ليست مجرد علاقة عابرة، بل عهد من المروءة والمساندة والعطاء دون انتظار مقابل.
وما فعله الدكتور ياسر تجاه صديقه المريض لم يكن موقفًا عابراً، بل رسالة أخلاقية وإنسانية تذكّر الجميع بأن القيم لا تزال حية في نفوس الأوفياء. لقد اختار أن يكون بجانب صديقه في أحلك الظروف، مؤمناً بأن الوقوف مع من نحب في محنته هو الامتحان الحقيقي للرجولة والإنسانية.
هكذا تُكتب قصص الوفاء... وهكذا تُروى حكايات الأصدقاء الذين تخلّد مواقفهم قبل أسمائهم.
تحية تقدير واحترام للدكتور ياسر يسلم راجح، الذي أعاد إلى الأذهان صورة الصديق الوفي الذي يصدق في وده ويثبت في محنة صاحبه، ليبقى اسمه شاهدًا على أن الصداقة ليست قولًا يُقال، بل موقف يُروى بفخر.