مدرسة سعد بن أبي وقاص... منارة تعليمية تواجه تحديات العصر

مدرسة سعد بن أبي وقاص... منارة تعليمية تواجه تحديات العصر

(أبين الآن) أجرى المقابلة: محفوظ كرامة

المدرسة النموذجية التي صنعت قادة المستقبل

تقع مدرسة سعد بن أبي وقاص للتعليم الأساسي الحكومية في مديرية زنجبار، شمال مركز المديرية الإداري. تأسست في سبعينيات القرن الماضي ضمن مشروع وطني رائد أطلقه الرئيس الشهيد سالم ربيع علي، بهدف تعليم أبناء البدو الرحل من الجنسين. وقد كانت هذه المدرسة من بين المدارس النموذجية التي خرّجت أجيالًا من الكوادر والقيادات، يتبوأ كثير منهم اليوم مناصب رفيعة في الدولة، أبرزهم اللواء الركن أبوبكر حسين سالم، محافظ محافظة أبين.

 دعوة للزيارة... وواقع مؤلم

استجابة لدعوة عدد من المعلمين، قمت صباح هذا اليوم بزيارة المدرسة للوقوف على أوضاعها ونقل صورة واقعية عن حالها. وما إن وطئت قدماي بوابة المدرسة حتى لفت انتباهي مشهد الطلاب المنتشرين في الساحة خلال فسحة الفطور، تحت شمس حارقة، يتجمعون في ظل شجرة صغيرة أو بجوار جدار علّهم يجدون بعض الراحة. مشهد أثار في نفسي الكثير من الأسى.

تابعت جولتي وصعدت إلى الطابق الثاني حيث تقع الإدارة، وكان في استقبالي مدير المدرسة وعدد من المعلمين، بترحابٍ كبيرٍ يعكس شغفهم بإيصال صوتهم استقبلت.

 حديث مدير المدرسة: معاناة مستمرة

بدأ الأستاذ محمد حسين مفتاح، مدير المدرسة، حديثه قائلاً:

 "نشكر لكم حضوركم واهتمامكم. نعاني منذ سنوات من صعوبات متزايدة تعرقل العملية التعليمية، أبرزها الكثافة الطلابية، إذ يبلغ عدد الطلاب 995 طالبًا، بينهم 61 من الأيتام والنازحين. هذه الكثافة تنعكس على الفصول الدراسية، حيث يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى 70 طالبًا، مما يصعّب على المعلم أداء مهامه، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي، حيث يتصبب العرق من المعلمين وهم يحاولون إيصال المعلومة."

وأضاف:

 "مدرستنا هي الوحيدة التي لم تُزوّد بمنظومة الطاقة الشمسية، ولم تُركّب بها مظلة تقي الطلاب من حرارة الشمس. رفعنا هذه المطالب لإدارة التربية منذ سنوات، لكنها لم تلقَ أي اهتمام."إضافة إلى إمدادات المياه مقطوعة والحمامات بحاجة لدورة المياه 

 نقص في الكتاب... وغياب الترميم
تابع الأستاذ مفتاح حديثه قائلاً:

 "رغم بداية العام الدراسي، لم تُحل مشكلة الكتاب المدرسي. كما أن المدرسة بحاجة ماسة إلى ترميم وتأهيل، فقد تضررت جراء الحرب، والسبورات في الفصول بحاجة إلى تغيير."إضافة إلى إعادة المياه إلى شبكة المدرسة وحماماتها كما أن المدرسة بحاجة إلى ترميم فجدرانها تظهر عليها التشققات نتيجة لتعرض المدرسة لأضرار أثناء الحرب فهي تحتاج إلى إعادة طلاء جدرانها بالطلاء الذي يأخذ ألوان جذابة تدخل البهجة والسعادة إلى نفوس الطلاب والمعلمين كما ينبغي الاستفادة من المساحات الواسعة بالمدرسة وإنشاء ملعب ظل وتشجيرها بالورود والأزهار والأشجار وإصلاح البوابة الرئيسية للمدرسة وعدم تركها مفتوحة لدخول الحيوانات 

 صوت المعلمات: أقلامنا من جيوبنا
تدخلت إحدى المعلمات قائلة:

 "حتى أقلام السبورة نشتريها من مالنا الخاص. الظروف صعبة، ولم نستلم مرتباتنا منذ أربعة أشهر. نطالب بنزول مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية للاستماع إلى همومنا ومشاكلنا، ونأمل أن تصل دعوتنا إليه عبركم."

دعوة للمسؤولين وأهل الخير

كمحرر، أضم صوتي إلى مناشدات إدارة المدرسة ومعلميها، فالوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا لضمان استمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي. نوجه دعوتنا إلى:

- إدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية والمحافظة
- قيادة السلطة المحلية ممثلة بالسيد المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم
- أهل الخير في المجتمع
- المنظمات الداعمة والمعنية بالتعليم

فمدرسة سعد بن أبي وقاص ليست مجرد مبنى، بل هي ذاكرة وطنية ومصنع للقيادات، تستحق أن تُعاد لها مكانتها.