تعز.اللجنة المجتمعية لعزلة عدينة بمديرية جبل حبشي تصدر بيان تقدير وإجلال إلى صناع المجد.

تعز( أبين الآن) خاص
بإسم كافة أبناء قرية عدينة مديرية جبل حبشي وبإسم قيادة اللجنة المجتمعية قرية عدينة نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى صنّاع المجد، أولئك الرجال الذين لم تُقَس إنجازاتهم يوماً بعدد الآلات أو حجم الموارد، بل بعظمة الإرادة وصلابة العزيمة وصدق الانتماء للأرض والإنسان.
إن ما حققتموه من إنجازات ليس سوى امتدادٍ لإرثٍ عظيمٍ من الإباء والعمل والبناء. بارك الله في صغيركم وكبيركم، وفي كل من انتمى إلى هذه الكوكبة المشرّفة التي آمنت أن المجد يُصنع بالعرق، وأن الطرق تُشق بسواعد الرجال لا بقرارات المكاتب.
لقد سطّرتم بجهودكم ملحمة تاريخية ستبقى خالدة في ذاكرة المديرية، ملحمةً سبقت مؤسسات الدولة، وتجاوزت حدود الإمكانيات، لتُصبح مشاريعكم علاماتٍ فارقةً يُشار إليها بالفخر والإكبار.
لقد كان آباؤكم روّاد العمل الأهلي في مراحل مبكرة من تاريخ المنطقة؛ فقد أسسوا المدرسة الثالثة في المديرية أواخر الستينات، قبل أن تُبنى غيرها، وأنشأوا المرفق الصحي قبل افتتاح المرافق الرسمية، وافتتحوا مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم قبل إنشاء دور التحفيظ، وشقّوا طريق المهداف – عدينة في السبعينات ورُصفت قبل كل طرق المديرية. كما كانوا الأوائل في توصيل المياه إلى القرية عبر المضخات قبل أن تصل إلى أي قرية أخرى، واعتمدوا المعهد قبل أن يُفكر أحد في إنشائه.
تلك الإنجازات لم تكن وليدة المصادفة، بل نابعة من إيمانٍ عميقٍ بالعمل التطوعي وروح العطاء المتجذّرة في نفوس الأجداد، واليوم تواصلون أنتم المسيرة بنفس الروح التي لا تعرف التراجع، وبذات العزيمة التي لا تلين.
وعلى الرغم من أن مشروع طريق الجرف – عدينة – عصافر كان قد أُدرج ضمن موازنة عام 2011م لاعتماده في أعمال الشق والزفلتة، فإن انهيار مؤسسات الدولة لم يُثنِ عزيمتكم. فبإرادة لا تعرف المستحيل، حملتم المعاول وشققتم الطريق بأيديكم، فكنتم الروّاد الأوائل، ومصدر الإلهام للمشاريع الخيرية والتعاونية التي تلت جهودكم المباركة.
إن ما تصنعونه اليوم يبعث في النفوس الأمل، ويجسد معنى التكاتف والعمل الجماعي في أبهى صوره. أنتم رجال المواقف الصلبة، وأبناء الآباء العظام الذين ورّثوكم قيم البذل والعطاء. وإلى جانبكم يقف رجال الخير والمخلصون من أبناء الوطن، يساندونكم ويفخرون بكم وبما تحققونه من منجزات.