أين الله؟ أول سؤال في طريق الإيمان

 بقلم: منصور بلعيدي

منذ فجر الإنسانية، ظل سؤال "أين الله؟" من أكثر الأسئلة إثارة للتأمل والبحث، وقد شكّل نقطة انطلاق لفهم العلاقة بين الإنسان وخالقه. هذا السؤال، الذي طرحه النبي محمد ﷺ في موقف تربوي عميق، لم يكن مجرد استفسار بل كان مدخلًا لفهم جوهر التوحيد، وتحديد موقع الإيمان في قلب الإنسان قبل أن يكون في السماء أو الأرض.

في حديث أبي رزين العقيلي رضي الله عنه، سأل النبي ﷺ: "أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟" فأجابه: "كان في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق العرش واستوى عليه"

هذا الحديث يفتح بابًا لفهم أن وجود الله لا يُقاس بالمكان والزمان، بل هو وجود مطلق، سابق للخلق، محيط بكل شيء.

*من السماء إلى الوريد: الله في كل مكان*

في الجاهلية، كان التصور السائد أن الله في السماء فقط، بعيد عن البشر. لكن القرآن الكريم جاء ليصحح هذا الفهم، مؤكدًا أن الله ليس محصورًا في مكان، بل هو مع الإنسان في كل لحظة. قال تعالى:

- "وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله"

- "وهو معكم أينما كنتم"

- "ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم... إلا هو معهم أينما كانوا"

هذه الآيات ترسم صورة إلهية شاملة، تؤكد أن الله حاضر في حياة الإنسان، يسمعه ويراه، ويعلم ما في قلبه، وهو أقرب إليه من حبل الوريد.

*كيف يتواصل الله مع الإنسان؟*

القرآن يوضح أن الله يتواصل مع عباده بثلاث طرق حددها القران:

1. *الوحي المباشر*{وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحياً }

2. *من وراء حجاب{ او من وراء حجاب }

3. *إرسال الرسل {او يرسل رسول }

قال {لبشر}ولم يقل مؤمن او صالح او نبي او رسول يريدنا ان نفهم انه يكلم كل البشر وبثلاث طرق وليست طريقة واحدة  

ولكن اغفلتنا ثقافتنا التراثية عن علاقتنا بالخالق.. 

اختطفت الاله وابعدته الى ابعد نقطة في الكون وقالوا هو فوق السماء السابعة بينما هو يؤكد انه اقوى ارتباط في الوجود بين الانسان وبين الخالق .

وهذا التنوع في وسائل التواصل الإلهي يعكس رحمة الله وشمولية خطابه، فهو لا يختص فئة دون أخرى، بل يخاطب البشرية جمعاء، في كل زمان ومكان.

*بين التصور التراثي والحقيقة القرآنية*

في بعض الثقافة التراثية، تم تصوير الله على أنه بعيد، في السماء السابعة، لا يُطال ولا يُدرك لكن القرآن يردّ على هذا التصور، مؤكدًا أن الله قريب، يسمع دعاء الإنسان، ويعلم سره وجهره، ويستجيب له.

*الإيمان بحضور الله... طمأنينة لا تزول*

إن إدراكنا لوجود الله في حياتنا هو مفتاح السلام الداخلي، والعبادة الحقة، والطمأنينة التي لا تزول. فالله ليس في مكان بعيد، بل هو معنا، يراقب، يحب، ويغفر. 

وكلما تعمّقنا في هذا الفهم، زادت قلوبنا اتصالًا بخالقها، وارتقت أرواحنا في مدارج الإيمان

وفيما يخص وجود الله، يمكن تلخيصه في عدة نقاط:

1. في السماء: قال تعالى: "أءمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض"، ولم يحدد أي سماء، مما يدل على أن وجود الله في كل السماوات.

2. في السماء والأرض معًا: قال تعالى: "وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله".

3. معنا في أي مكان: قال تعالى: "وهو معكم أينما كنتم".

4. معنا في كل زمان ومكان، ولكن الكيفية غير محددة، قال تعالى:

 "ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا".