اتركوها كما هي… سيأتي بها الله

بالأمس كانت مجرد زيارة لمؤسسة روابي ردفان الخيرية غيّرت المسار لدي، أما اليوم فكنت في أحد شوارع العاصمة عدن، وتحديداً في مديرية الشيخ عثمان، ومع اقتراب أذان الظهر شاء الله أن أرى صدفة صديقاً عزيزاً على قلبي، كان في طريق العودة إلى منزله، اوقف سيارته وصعدت معه ياخذني في طريقه الى المنزل، وبينما رافقته جزءاً من الطريق تبادلنا أطراف الحديث.

الحقيقة أنه مدرسة فكرية تمشي على قدمين؛ الجلوس معه غنيمة، والحديث معه مكسب لا يفوَّت، أخذنا الكلام يمنة ويسرة حتى اوصلني إلى منزلي، وعنظما هممت بالنزول من السيارة وتوديعه، قال لي: عند الوداع كلمةٍ كانت كأنها جوهرة وُضعت في قلبي:

"اتركها كما هي…سيأتيك اللهُ بها، إياك أن تظل تجري خلف شيء وتحرص عليه… فإنك كلما ركضت نحوه، هرب منك، اتركه، وسيعود إليك."

نزلت من السيارة وظل صدى كلماته يرافقني، أخذت أحدث نفسي:

فعلاً… لو تركتها على حالها سيأتي بها الله، أياً كان ما تسعى إليه — منصب، أو سلطة، أو جاه، أو مال، أو حتى مشروعاً خيريا إنساني— لا تحرص عليه حرصاً يُتعبك، فإن كان مقدّراً لك، سيأتيك الله به مهما ابتعد.

لقد منحني أستاذي العزيز وصديقي وأخي الغالي درساً لن أنساه ما حييت؛ درساً مجانياً التقطته في منتصف الطريق، ولكن أثره سيظل يرسم طريقي.

لهذا… اجعلوا هذه الكلمة خارطة طريق لقلوبكم:

اتركوها كما هي…سيأتي بها الله.

ودمتم سالمين