إن وطننا يستحق أن تبدأ مسيرة جديدة من العطاء

لقد عانى وطننا خلال السنوات الماضية من العديد من الانقسامات والصراعات التي أثرت على نسيجه الاجتماعي وأضعفت أواصر الوحدة الوطنية. رغم هذه التحديات، فإن الأمل لا يزال موجودًا، إذ نرى اليوم بوادر لحراك سلمي يحمل في طياته مبادئ التصالح والتسامح، التي نؤمن بأنها السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل.

على مدى سنوات طويلة، عمل أبناء الوطن على بناء هذا مبادرات عديدة لفتح الطرق خطوة بخطوة، رافضين التعصب  والتطرف وتعذيب الناس الذي كان سببًا في انقساماتنا. لقد تعلمنا أن مناقشة قضايا الوطن لا يجب أن تتم عبر المشاعر الجياشة، بل عبر حوار هادئ وأسلوب راقٍ يعكس حضارة شعوبنا ورغبتنا الحقيقية في التقدم والازدهار.

لقد دفع وطننا ثمناً باهظاً منذ الاستقلال، حيث فقدنا العديد من الشهداء في الحروب والصراعات الداخلية، وما زالت آثار هذه الخسائر واضحة في حياتنا اليومية. لذلك، أصبح من الضروري أن نغلق صفحة الماضي بكل ما فيها من أحقاد وخلافات، وأن ننظر إلى الوطن بعين واحدة، نؤمن فيها بأن المستقبل لنا جميعًا، وأن الأجيال القادمة تستحق العيش في أمن وازدهار.

الأمن والاستقرار ليسا رفاهية، بل هما حجر الأساس لأي تطور اقتصادي واجتماعي، وما من فائدة تعود على المجتمع إلا إذا تحقق هذا الاستقرار. في المقابل، لا يستفيد من الفوضى والعنف سوى الجماعات التي تمتلئ جيوبها على حساب دماء الأبرياء وأحلام الشباب الذين يطمحون إلى حياة كريمة.

إن الوطن بالنسبة لنا هو الأم التي تحمينا وتحتوينا، وحمايته واجب وطني لا يستهان به. لذلك، يجب أن نضع خلافاتنا جانباً، ونعمل معاً على فتح صفحة جديدة، نوجه من خلالها طاقاتنا وأفكارنا نحو مستقبل مشرق. لقد أثبتت تجاربنا أننا قادرون على تجاوز خلافات الماضي، وأن الوحدة الوطنية ليست حلماً بعيد المنال، بل هدفًا يمكن تحقيقه بالعمل الجاد والتفاهم الصادق.

إن وطننا يستحق ان تبدأ مسيرة جديدة من العطاء