من لم يمت بنيران الحرب مات من الكوارث والمعاناة

تسببت الحرب اليمنية بين المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً والحكومة الشرعية المدعومة من قبل التحالف العربي، بسقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى الذين أُصيبوا بنيران أطراف الصراع وأسلحة الدول الداعمة والمساندة لها..

وبسبب الحرب الانقلابية وسقوط النظام والدولة، تشهد الجمهورية اليمنية منذ عشرة أعوام انفلاتًا أمنيًا، وأزمات اقتصادية وصحية وإنسانية، وتفشيًا للأمراض والأوبئة، وظروفًا معيشية كارثية أدت بمجملها إلى سقوط مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء الذين ماتوا نتيجة الذبحات الصدرية والنوبات القلبية والأمراض والحميات الحديثة، وبسبب نقص الغذاء وانعدام الدواء، وعدم القدرة على توفير تكاليف العلاج ، وفي حوادث الطرقات المقطوعة والوعرة والمحفرة، وفي عمليات التقطع في الخطوط الطويلة..

وبحسب تقارير العديد من المنظمات الإغاثية، فإنه يموت في اليمن طفل واحد كل 10 دقائق بسبب الجوع وسوء التغذية وبسبب عدم الوقاية من الأمراض القاتلة.

ونتيجة الفوضى والعبث بالسلاح وممارسات عصابات الأمر الواقع الإجرامية، تضاعفت عمليات القتل والتصفيات ، فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن تحدث حالات انتحار أو وفاة داخل السجون والمعتقلات أو عمليات دهس بأطقم المشرفين والقيادات أو قتلى وجرحى في اشتباكات المفصعين والمتهبشين.

وهكذا يلاحق الموت اليمنيين في الشوارع والمنازل والأسواق والمدارس والجامعات والسجون والمستشفيات والمنشآت ، فمن ينجو من نيران البنادق والقناصات وضربات المدافع والدبابات وقصف الصواريخ والطائرات وحقول الألغام والمتفجرات، يموت من الجوع والفقر والمرض والعبث والبطش والمعاناة و أذى المتطرفين والمنحرفين والعصابات.