المهرة توجه صفعة للإرهاب الحوثي
شهدت محافظة المهرة ثاني أكبر المحافظات الجنوبية تطورات أمنية لافتة في الأيام الماضية، أثارت تساؤلات عديدة حول أبعاد المشروع الحوثي وتنسيقه مع أطراف أخرى وبالأخص الحريزي وجماعته الموالي لسلطنة عمان ، وسط رفض شعبي واسع لما وصفته القيادة الجنوبية بـ"الاختراقات المشبوهة".
فقد أدى اعتقال القيادي الحوثي محمد الزايدي " والمعروف بتشدده مع افكار الجماعة الحوثية ودوره البارز في حشد المقاتلين معهم " إلى اندلاع اشتباكات مباشرة أثناء محاولته الهروب إلى سلطنة عمان عبر منفذ ( صرفيت ) كشفت حجم التغلغل الحوثي في المناطق الشرقية والتنسيق الذي يتم عبر أراضي تخضع لنفوذ جماعة محسوبة على تيار الإخوان ( مأرب ).
وأكدت مصادر محلية أن هذه التطورات تسلط الضوء على العلاقة الخفية بين الطرفين والتي تؤكد بما لا يدع مجال للشك ان هناك تخادم حوثي اخونجي وهو ما يهدد الأمن والاستقرار في المهرة خاصة والجنوب بشكل عام .
وخلال الاشتباكات التي حدثت مع الزايدي وجماعته استُشهد أحد أبطال محور الغيضة خلال التصدي للمجموعة الحوثية وهو الشهيد العميد عبدالله زايد قائد القوة الأمنية في كمين نصبه الموالين للزايدي في مشهد يعكس حجم التضحيات التي يقدمها أبناء الجنوب في مواجهة المشاريع الإرهابية المرتبطة بإيران.
وفي هذا السياق برز الدور البارز لقيادة محور الغيضة، بقيادة اللواء محسن مرصع الكازمي، التي أظهرت كفاءة عالية في التعامل مع جماعة الحوثي والموالين لها رغم التهديدات والخيانات من المتحوثين .
ويُعد الدعم السياسي والإعلامي لقوات محور الغيضة ضرورة وطنية، خاصة في ظل ما وصفه مراقبون بـ"الانحياز الفاضح" لبعض القنوات الإخوانية ومنها "المهرية" و"يمن شباب" و"بلقيس" لتحركات الحوثي الأخيرة في المهرة ، ما يكشف عن تنسيق يهدف لضرب استقرار وأمن الجنوب وهو ما ظهر جلياً من خلال مطالبتهم بالافراح عن الزايدي.
من جهة أخرى فأن البيان الصادر عن القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المهرة أعتُبر خطوة شجاعة عكست إرادة أبناء المحافظة الرافضة للوجود الحوثي، مؤكدة أن المهرة ليست مجرد بوابة جغرافية، بل شريان استراتيجي وحيوي للدولة الجنوبية القادمة باعتبار أنها تحد دولتين من الشرق سلطنة عمان ومن الشمال المملكة العربية السعودية كما ان فيها عدد من المنافذ البرية و البحرية منها صرفيت وشحن ونشطون.
ولا يخفى على أحد أن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بدوره منح المهرة اهتماماً خاصاً وأكد على دعم القيادة الجنوبية الكامل لأبنائها في مواجهة ما وصفه بالمشاريع "العدوانية" القادمة من الشرق.
وتؤكد مصادر سياسية أن إعادة ضبط وتأمين المنافذ البرية والطرق الدولية في المهرة باتت أولوية قصوى، لمنع استغلالها من قبل جهات خارجية، خصوصاً مع ورود تقارير كثيرة عن أنشطة تهريب من إيران عبر أراضي المحافظة وضلوع أفراد المنطقة العسكرية الأولى في عمليات التهريب سواء السلاح أو المخدرات القادمة من إيران عبر عمان.
وفي ظل هذه التحديات دعا محللون سياسيون إلى موقف جنوبي موحد معتبرين أن المعركة في المهرة ليست محلية تخص أبناء المهرة وحدهم بل معركة مصيرية تخص الجنوب بكامله، وتستوجب حشد كل الطاقات العسكرية والسياسية لمنع تحويل المهرة إلى نقطة عبور للمليشيات وأدوات التخريب التي تستهدف أمن وإستقرار الجنوب.
وأكد أبناء المهرة في فعاليات وتصريحات متعددة أن ولاءهم للجنوب وهويته ثابت وأنهم لن يسمحوا بتحويل محافظتهم إلى ساحة صراع معلنين رفضهم لأي مشروع طائفي أو خارجي يستهدف أمنهم وكرامتهم مثلما أكدوا أكثر من مرة بفعاليات جماهيرية حاشدة أن المهرة كانت ومازالت وستظل جنوبية الهوى والهوية.