يا رئيس... لا فساد أعظم من تأخير الراتب!!  

لا يوجد فساد أعظم من التلاعب في تاخير رواتب موظفي الدولة، يا سيادة الرئيس. فحين يترك الموظف يصارع الذل، ويُهان على ابواب المحلات ، ويُجبر على التسول ليطعم أطفاله، فإننا لا نتحدث عن خلل إداري، بل عن جريمة فساد أخلاقية وإنسانية مكتملة الأركان.

يا دولة رئيس الوزراء،كيف  تدعو للانضباط، و تطلب من موظف أن يلتزم وهو لا يملك ثمن المواصلات؟ كيف تطلب منه أن يؤدي واجبه، بينما مصدر رزقه الوحيد "مجمّد" لأسباب لا يفهمها أحد ،وتُبرر بدواعي أمنية أو ازمة مالية أو سياسية؟ هل أصبح الراتب أداة ضغط؟ هل تحولت لقمة العيش إلى ورقة مساومة؟

الرواتب يا سيادة الرئيس ليست مجرد أرقام في كشوفات،بل هي حياة اسرة وابناء وعلاج  وكرامة، واستقرار نفسي واجتماعي. لا يمكن أن تحارب الفساد وأنت تغض الطرف عن أول مظاهره:  وتأخير الرواتب اكثر من شهر ، و إهمال العلاوات ، وتجاهل حقوق الموظف البسيط الذي لا يملك صوتًا ولا منبرًا.

نقولها من الآخر: كل خطوة تُعلن لمحاربة الفساد، وكل خطاب يُلقى عن الإصلاح، سيبقى مجرد حبر على ورق ما لم تبدأ من هنا... من جيب المواطن، من كرامة الموظف، من انتظام الراتب.

ابدأ من حيث يتألم الناس، لا من حيث تصفيق المنصات والايكات .