المال الحوثي: استقرار شكلي والوضع فوضوي
قد شفت بيت من برا شكله نظيف ومرتب، بس لما تدخل تلاقي الدنيا فوضه؟ هذا هو بالضبط حال الاقتصاد في مناطق الحوثي. الناس يشوفوا إن العملة هناك ثابتة، بس الحقيقة شيء ثاني تمامًا.
الحوثيين عندما قرروا إنهم ما يتعاملوا بالفئات الجديدة من الريال اليمني، فصار عندنا عمليًا سوقين . القرار هذا خلا العملة ثابتة عندهم، بس مش لأنه الاقتصاد قوي، بل لأنهم يمسكوا السوق بالقوة، وأي واحد يحاول يعترض، مصيره معروف.
في المحافظات المحررة، رغم التحديات، الدولة تدفع رواتب الموظفين، وهذا يحرك الأسواق ويعطي الناس حد أدنى من الاستقرار المعيشي. أما في مناطق الحوثيين، الموظف ممكن يداوم شهور بدون راتب، وما في أي مشاريع تحسن حياة الناس، بس جبايات وضرائب تخنق المواطن أكثر.
المحافظات المحررة تحاول تدير الاقتصاد وفق آليات السوق، لكن الحوثيين يتلاعبوا بالعملات الأجنبية لمصلحتهم، يحتكروا الدولار، ويرفعوا رسوم التحويلات بشكل خيالي، وكأن المواطن لازم يدفع ثمن سياساتهم.
التجار في مناطق الحوثيين لازم يدفعوا “إتاوات” بحجة دعم الحرب، وهذا خلى المشاريع الصغيرة تقفل، والمستثمرين يهربوا، والسوق يموت ببطء. في المحافظات المحررة، رغم الصعوبات، المشاريع تتحرك بحرية أكبر، ولو بشكل محدود.
إذا تحاول ترسل فلوس من المحافظات المحررة لمناطق الحوثي؟ نصفها يروح في رسوم تحويل، وكأنهم يقولوا للمواطن: لا تفكر حتى تساعد ناسك، لأنهم بياخذوا نص المبلغ عليك.
العملة في مناطق الحوثي ثابتة بس بالقوة، الاقتصاد مكبل، والرواتب ما توصل للناس، والتجارة تختنق، بينما في المحافظات المحررة رغم المشاكل، الدولة تحاول تحرك الاقتصاد وتصرف الرواتب. الحل مش في تثبيت العملة بالغصب، بل في اقتصاد يخدم المواطن، يحرك الأسواق، ويوفر فرص عمل حقيقية.