"معهد الأوراس في خطر: طلاب مهددون بترك الدراسة وسط غياب الدعم وتوقف المواصلات"

"معهد الأوراس في خطر: طلاب مهددون بترك الدراسة وسط غياب الدعم وتوقف المواصلات"

زنجبار ( أبين الآن) محفوظ كرامة

يواجه طلاب معهد الأوراس للتدريب المهني في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، أزمة متفاقمة تهدد مستقبلهم التعليمي، في ظل توقف خدمات المواصلات ، ما دفع العديد منهم، خصوصًا القادمين من مناطق بعيدة، إلى التفكير جديًا في ترك مقاعد الدراسة مكرهين.

وأكد عدد من الطلاب في تصريحات خاصة أن إدارة المعهد تكفلت مشكورة بتغطية تكاليف المواصلات لشهري أكتوبر ونوفمبر، إلا أن شهر ديسمبر لم يشهد أي دعم، ما فاقم من معاناتهم. وناشد الطلاب محافظ محافظة أبين، اللواء الركن أبوبكر حسين سالم، بالتدخل العاجل وتوجيه مكتب التعليم الفني والتدريب المهني في المحافظة لتحمل مسؤولياته واستئناف الدعم وفقًا للآلية المتبعة مع وزارة التعليم الفني والتدريب المهني.

من جانبه، أوضح الأستاذ عدني عوض باهادي، مدير معهد الأوراس، أنه تواصل مع مدير عام مكتب التعليم الفني بالمحافظة لبحث سبل معالجة الأزمة، إلا أن الرد كان صادمًا، حيث أُبلغ بعدم توفر موازنة تغطي هذه النفقات، وبالتالي عدم إمكانية تقديم أي دعم في الوقت الراهن.

وأشار باهادي إلى أن الطلاب، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها أسرهم، يساهمون بنسبة 50% من إجمالي التكاليف، مؤكدًا أن استمرار العملية التعليمية يتطلب تدخلًا مباشرًا من قيادة المحافظة. وأضاف: "معهد الأوراس ليس مجرد مؤسسة تعليمية، بل صرح وطني خرّج آلاف الكوادر منذ تأسيسه عام 1986 وحتى توقفه القسري في 2011 بسبب الحرب، التي أدت إلى نهب محتوياته وتدمير بنيته التحتية وتحويل مبانيه إلى مساكن".

واستعرض مدير المعهد الجهود التي بُذلت لإعادة إحياء المعهد، مشيرًا إلى أن سيادة المحافظ اللواء أبوبكر حسين سالم تمكن في عام 2017 من إخلاء جزء من المباني وإعادة تأهيلها، لتُستأنف الدراسة في تخصص تمدادات الكهرباء.

ويأمل القائمون على المعهد في أن يشهد نقلة نوعية خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد المباحثات التي أجرتها وزارة التعليم الفني والتدريب المهني مع الحكومة الجزائرية، والتي أبدت استعدادها لإعادة تأهيل المعهد وتوسيعه ليشمل ستة تخصصات تقنية بدلاً من أربعة، ما يعزز من دوره في تأهيل الشباب لسوق العمل.

وفي ختام تصريحه، جدد باهادي مناشدته لمحافظ أبين بسرعة التدخل لإخراج من تبقى من المقتحمين لمباني المعهد، تمهيدًا لاستكمال عملية التأهيل والتطوير، مؤكدًا أن إنقاذ المعهد هو إنقاذ لمستقبل مئات الشباب الباحثين عن فرصة لبناء مستقبلهم المهني.