الشهيد القائد أحمد عوض المارمي. أسد المعارك ورمز لا يُنسى في ذاكرة آل بالليل

الشهيد القائد أحمد عوض المارمي. أسد المعارك ورمز لا يُنسى في ذاكرة آل بالليل

( أبين الآن ) علي هادي الأصحري.

في سجل الشرف والنضال تكتب أسماء الرجال العظام بحروف من نور ويظل الشهيد القائد أحمد عوض المارم* واحدًا من تلك القامات الشامخة التي سكنت قلوب أبناء قبائل آل بالليل بل كل محافظة أبين.

نُسلّط الضوء اليوم على هذا الرمز الخالد كما رواه لنا أحد رفاق دربه في الميدان الأخ أمعبد حسين علي المارمي الذي عاش معه لحظات البطولة والفداء وشارك معه تفاصيل معركة من أعظم معارك العز والشرف.

كان الشهيد أحمد عوض المارمي قائداً فذاً شجاعاً لا يهاب الموت خريجاً لعدة كليات عسكرية وقائداً لمحور صعدة في فترة من الفترات. لم يكن منصبه منحة أو صدفة بل ناله بجدارة واستحقاق بعد أن خاض معارك عديدة أظهر فيها بسالته ومهاراته العسكرية العالية.

في 29 يوليو 2011 سطّر القائد أحمد عوض ورفاقه من خيرة رجال قبائل آل فضل ملحمة خالدة في معركة حسان بمحافظة أبين أثناء مواجهتهم لتنظيم القاعدة الذي كان قد بسط سيطرته على المنطقة.

يقول الراوي أمعبد حسين:  

تقدم القائد أحمد الصفوف كعادته وكان في مقدمة الرجال يقاتل بشراسة واستبسال حتى نفدت الذخيرة وتمت محاصرتهم من كل الجهات. عندها أمرني القائد ومعي ابنه بالانسحاب سريعاً لجلب الذخيرة حفاظاً على أرواح من بقي. وما إن غادرنا حتى وقعت الخيانة الكبرى. غدروا بالقائد أحمد ومن معه وارتقوا شهداء إلى ربهم، كما نحسبهم والله حسيبهم.

إنها لحظة من أقسى لحظات الغدر لم تهتز لها فقط قبائل آل فضل بل محافظة أبين بأكملها التي فقدت في تلك المعركة مجموعة من نخبة رجالها الأبطال. لقد كُتب لهذا القائد أن يرحل واقفاً مقاتلاً حتى آخر طلقة رافضاً الاستسلام عاش قائداً ومات شهيداً.

رحم الله الشهيد أحمد عوض المارمي ورفاقه وجعلهم في عليين.  

وسيبقى اسمه منارة لكل الأجيال تذكّرهم بأن الشجاعة والتضحية لا تموت، بل تُخلّد في ضمائر الأحرار.