ميليشيا الحوثي توقف إجراءاتها بشأن "المبيدات المسرطنة
(ابين الآن) عبداللاه سُميح - إرم نيوز
قررت ميليشيا الحوثي وقف إجراءاتها لمتابعة قضية "المبيدات الزراعية المسرطنة" في اليمن، وسط عمليات اعتقال بحق ناشطين نبهوا إلى خطورة القضية.
وقد أثار اتساع تهريب هذه المبيدات إلى مناطق سيطرة الحوثيين جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السرطان في البلد.
وجمّد "برلمان الحوثيين"، أمس الاثنين، تقرير لجنته المكلفة بدراسة ما يتعلق بالمبيدات السامة والمحظورة، والمتورطين بعملية الإفراج عن الكميات المضبوطة منها.
جاء ذلك بحجة أن الموضوع "محل اهتمام ومتابعة رئيس المجلس السياسي الأعلى" التابع لميليشيا الحوثي، مهدي المشاط، طبقًا لما نقلته النسخة الخاضعة لسيطرة الحوثيين من وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
حملة مسعورة تتناغم مع توجه الخلايا التجسسية داخل اليمن
مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لميليشيا الحوثي
وكان المشاط أكد، الأحد الماضي، أن "الحملة المسعورة" ضد المبيدات الزراعية و"نشر الذعر" منها في نفوس المواطنين، "تتناغم مع توجه الخلايا التجسسية داخل اليمن، لتدمير العملية الزراعية"، بحسب تعبيره.
وقال خلال لقائه بقيادات في "وزارة الزراعة" في حكومة الميليشيا بصنعاء، إن المبيدات تكافح الأوبئة والآفات التي "يُراد نشرها في المجتمعات الزراعية في اليمن".
وأشار في حديث نقلته النسخة الخاضعة لسيطرة الحوثيين من وكالة الأنباء "سبأ"، إلى أن الزراعة في اليمن "مستهدفة من قبل جهات خارجية، على رأسها الاستخبارات الأمريكية، وتعمل معها منظمات كثيرة".
وزعم المشاط أن ما أثير حول هذه المبيدات وأنها "تسبب السرطان وإسرائيلية.. كل هذا هراء وأكاذيب لا أساس لها من الصحة".
وخلال أبريل/ نيسان المنصرم، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، جدلًا كبيرًا استمر عدة أيام، بعد نشر ناشط إعلامي موالٍ للحوثيين يدعى خالد العراسي، وثائق تدين قيادات حوثية تورطت بالإفراج عن كميات كبيرة من المبيدات السامة والمحظورة.
وقال إنه تم ضبطها بعد استيرادها وتهريبها إلى مناطق سيطرة الميليشيا التي توزع منتجاتها الزراعية إلى مختلف أرجاء اليمن.
وكان العراسي قد ذكر في أحد منشوراته على "فيسبوك"، أن رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط، وجه "تحريريًا وبمذكرة رسمية" بالإفراج عن "المبيدات الصهيونية المحظورة والممنوعة عالميًا"، وفقا لقوله.
وفي وقت اتخذت فيه الحملة مسار الصراع الداخلي بين أقطاب قيادة ميليشيا الحوثي، أشارت الوثائق المسرّبة إلى أن قيادات في الميليشيا بينهم عمّ زعيم الحوثيين، عبدالكريم الحوثي، وجهت بالإفراج عن مبيد من نوع "بروميد الميثيل المحظور والممنوع".
وأكدت إحدى الوثائق الصادرة عن "وزير الزراعة" في حكومة الحوثيين، أن كمية المبيدات التي صرّحت ميليشيا الحوثي باستيرادها خلال العام الماضي، وصلت إلى 14 مليونا و465 ألف لتر، وهي "كمية كبيرة، أضعاف ما كان يصرح به سنويا"، بحسب الوثيقة.
ومع اتساع تأثير الحملة وتحولها إلى رأي عام، اعتقلت ميليشيا الحوثي الإعلامي خالد العراسي، وخبير المواصفات والمقاييس محمد المليكي، بعد ساعات من تقديمه شكوى ضد "وزارة الصناعة والتجارة" في حكومة الحوثيين، إلى الهيئة العامة لمكافحة الفساد.
كما أعلن الطبيب وهاج المقطري الذي نشر تحذيرات طبية ووثائق تؤكد سماح الحوثيين بدخول مبيدات مسرطنة، عن إغلاق حسابه بعد تلقيه تهديدات.
https://www.eremnews.com/news/arab-world/gp301yi2e6