دولة الإمارات والدفع بالتنمية في الجنوب

تسع سنوات من العلاقات الوطيدة بين المجلس الانتقالي ودولة الامارات العربية المتحدة، يمكن القول وبدون مبالغة ان استمرار العلاقة بين المجلس الانتقالي والامارات، أتت ثمارها ونجحت في تخطي الكثير من العقبات، التي عجزت دول أخرى في وقوفها إلى جانب الشعب الجنوبي، وتتكلل هذه الرحلة الشاقة بالنجاح، ولتؤكد ثقة الشعب الجنوبي ومجلسه الانتقالي، في استمرارية مساندة دولة الامارات.

وفي هذا السياق، تفتح منافذ يتدفق من خلالها دعم الأشقاء في دولة الامارات، بما يعني دعم الجهود المبذولة لقيادة المجلس الانتقالي في استعادة دولته، وبالدعم الأخير لمشروع الطاقة الشمسية، يصبح بالإمكان التخلي عن مشروع الطاقة المشتراة الذي تكلف حكومة الشرعية الالاف الدولارات، بالإضافة إلى أرساء دعائم الأمن بافتتاح مبنى إدارة أمن العاصمة عدن بعد تأهيله، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر.

والواقع ان استمرار توطيد العلاقة بين المجلس الانتقالي والامارات، لم تكن مفاجأة، لكن الجديد في الامر انها علاقة يفاخر الجنوبيون بها ويعزز ثقته في دولة الامارات، واستمرار العلاقة لدعم مشروعات تنموية في السنوات المقبلة.

لقد كان واضحاً منذ تأسيس المجلس الانتقالي في عام 2017م، أن هناك جدية من جانب دولة الامارات في مساندة الشعب الجنوبي، رغم صعوبة المرحلة التي مر بها الجنوب، من حرب في الخدمات، وحصار للموارد، وكان واضح أن هناك تخطيطاً يجعل التحول من مرحلة الى مرحلة أخرى مضمونة العواقب لصالح الجنوب ودولة الامارات أيضا.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي عند مستوى التحدي، فلم يفرط في علاقته مع دولة الامارات رغم المؤامرات التي تحاك ضده وما زالت تحاك، وانما ساير الأمور بحذر وفطنة، وبجانب ذلك كان هناك عامل حاسم ساهم بشكل كبير في ان تتقوى تلك العلاقة بالنجاح، الا وهو الدور الذي لعبه الرئيس عيدروس الزبيدي بعلاقاته الموسعة وبانفتاحه على الاشقاء العرب لا سيما دول التحالف العربي، والدور البارز في مواجهة التمدد الإيراني في اليمن والجنوب.

لقد كسبنا الثقة في أنفسنا أولاً بالإرادة والرغبة الصادقة في استعادة دولتنا، وتحمل الشعب الجنوبي الكثير من التضحيات، التي لم يكن هناك بد من تحملها، وكان ذلك مدخلناً في كسب الحليف الوفي ايضاً والذي انعكس في التعاون من اجل التنمية في الجنوب. انها حقا تجربة ناجحة استفاد منها شعب الجنوب، وهو يخوض معركة التحرير والبناء في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر والعربي.