أحداث 11 سبتمبر والحرب على الإرهاب
في مثل هذا اليوم قبل 23 عاماً تعرضت أمريكا لاعنف هجوم هز أرجاء العالم في صداه، مخلفا حوالي 3 ألف قتيل، وهو الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة الإرهابي.
وبقدر ما كانت تلك الأحداث اختراقا أمنية لأمريكا، إلى أنه فيما بعد عملت على توظيفها وحشد المواقف الدولية وتشكيل التحالفات الدولية وتشريع تحركها لمحاربة الإرهاب حول العالم، بهدف تعزيز نفوذها كقطب عالمي وحيد متفرد وتنفيذ استراتيجية حماية الأمن القومي الأمريكي.
قد يقول قائل إن أمريكا استخدمت تلك الأحداث لتوجه حربها ضد الإرهاب على أنه حرب ضد الإسلام، في إطار صراع الحضارات وفرض حضارتها عالميا، وما غزو أفغانستان والعراق الا خير دليل على ذلك، حيث أنها لم تستطيع إثبات ذرائع غزوها .. نقول هذا أمر غير مستبعد حتى أن تدخلها في ملفات محاربة الإرهاب في حول العالم نجده يتركز على العالم العربي والإسلامي، وهذا الأمر يأتي كما ورد أعلاه بأنه توظيف لتلك الأحداث وعكسها لتعزيز هيمنتها وحماية أمنها القومى والسعي نحو برنامج الدرع الصاروخي.
الأمريكان قالوا حينها إن حربهم ضد الإرهاب تهدف لجعل العالم آمنا منه، ولكن نجد أنفسنا اليوم وبعد عقدين ونيف، أمام عالم غير مستقر في الوقت الذي ظهرت تنظيمات إرهابية أكثر تشددا من القاعدة، ما يعني فشل أمريكا في تحقيق ما تحدثت عنه إعلامياً، إلى أنه قد يكون في نفس الوقت نجاح لأمريكا لكونها تريد هذا الفشل سيما وهو بعيد عن أراضيها وجوارها، وأضحت تستخدمه لحماية مصالحها وتوسيع نفوذها عالمياً وليس العكس للأضرار بمصالحها.
وبغض النظر عما إذا كانت تحولات ما بعد أحداث سبتمبر نجاح أو فشل لأمريكا باعتبارها من قاد هذا التحول، إلى أن الواقع يبين أن نفوذها وتفردها كقطب واحد مهيمن عالمياً تعزز منذ ذلك الوقت.
ولعل ما يتطلب ممن كانوا ولا زالوا الأكثر تضرراً من تلك التحولات هو مراجعة سياسية محاربة الإرهاب وتصحيحها، حيث أن الكثير بما فيهم العرب والمسلمين انخرطوا في تلك الحرب دون أن يكون هناك توافق أو تحديد مفهوم واضح ومحدد للإرهاب الذي يرفضه الجميع، وبالتالي لا عتب على النتائج - التي ربما تكون أمر واقع وستستمر - إن لم تقوم استراتيجية محاربة الإرهاب على أسس سليمة وتعريف وتحديد واضح، ومحاربة تمويله ومن يتعاون معه، وبعيداً عن إستخدامه أو توظيفه.