مشافي لبنان وهجمات الأجهزة.. إمكانات متواضعة واستجابة ناجعة

مشافي لبنان وهجمات الأجهزة.. إمكانات متواضعة واستجابة ناجعة

وكالات/أبين الآن 

الثلاثاء والأربعاء قتل 37 شخصا وأصيب أكثر من 3250 آخرين بينهم أطفال ونساء، بموجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكي من نوعي "بيجر" و"أيكوم" في لبنان، فيما حمّلت بيروت و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن الهجوم.

وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، في مؤتمر صحفي الخميس، إنه رغم أن 80 بالمئة من مستشفيات لبنان غير حكومية، إلا أن 100 مستشفى استقبل مصابي الثلاثاء، و64 مستشفى استقبل مصابي الأربعاء.

وعقب تفجيرات الثلاثاء، طلبت وزارة الصحة اللبنانية من المستشفيات الاستنفار إلى أقصى درجة لاستقبال المصابين الذين يتوافدون إليها، بحسب العدد الكبير والمتزامن من الإصابات.

ولم تتردّد المستشفيات الخاصة والحكومية بالاستجابة لنداء الوزارة، وباشرت باستقبال جرحى التفجيرات والتعامل معها.

ومساء الأربعاء، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وزارة الصحة في بيروت، لـ"تقييم الدور الكبير الذي قامت به الوزارة وكيفية تصرف الوزير فراس الأبيض بحكمة ومتابعة واستنفار كل المستشفيات".

وفي كلمة متلفزة أمس الخميس، أعرب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، عن شكره للحكومة اللبنانية ولوزارة الصحة ومؤسسات الدفاع المدني "الذين أبلوا بلاء حسنا" في التعامل مع ضحايا تفجيرات أجهزة الاتصالات.

جرحى بكل غرف المستشفى
الأناضول زارت مستشفى صيدا الحكومي، حيث رفض معظم الجرحى الظهور أمام الكاميرا، في وقت كان أغلب الطواقم الطبية منهمكة في تضميد جراح المصابين المنتشرين في كافة الغرف.

ووفق مراسل الأناضول، استقبل المستشفى عشرات الجرحى التي تم معالجتهم في الطوارئ، منهم من غادر فور تلقيه العلاج ومنهم من تم تحويله إلى مستشفيات أخرى بالعاصمة بيروت.

الدكتور أحمد الصمدي، مدير مستشفى صيدا، قال للأناضول إن المشفى استقبل نحو 28 جريحا توافدوا خلال ساعة واحدة عقب التفجيرات، تفاوتت إصاباتهم بين متوسطة وكبيرة.

وذكر أن الطاقم الطبي سبق وأجرى تدريبات للاستعداد لأي حدث أمنى، موضحا بالقول: "عقب توصية وزارة الصحة رفعنا الجهوزية واستنفرنا جميع الطواقم الطبية والتمريضية والإدارية، ما مكننا من استقبال الجرحى بطريقة منظمة وسلسلة".

وأضاف الصمدي: "يوم الثلاثاء توافد المصابون إلى المستشفى، وفتحنا لهم غرف العلميات، وعالج الفريق الطبي 14 مصابا من خلال إجراء العلميات الجراحية اللازمة لهم".

ولفت إلى أن "بعض الإصابات اضطررنا لتحويلها إلى مستشفيات أخرى، لأنها كانت بحاجة لعمليات جراحية تخصصية أكبر من قدرة المستشفى، وخاصة إصابات العيون".

بيروت تشكو تل أبيب بمجلس الأمن​​​​​​​
والخميس، قالت الخارجية اللبنانية إن وزيرها عبد الله بوحبيب، أوعز إلى بعثة بيروت بالأمم المتحدة بتقديم شكوى لدى مجلس الأمن "بعد العدوان الإسرائيلي الإرهابي السيبراني الذي يرقى إلى جريمة حرب على الشعب اللبناني الأعزل، وما خلفه من آلاف الضحايا".

ودون إيضاحات عن الكيفية، حمّلت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن تفجيرات "بيجر" و"أيكوم"، وتوعدها الحزب بـ"حساب ‏عسير".

وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، فيما تنصل مكتب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.

والأربعاء، أعلنت سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، أن المجلس قرر عقد اجتماع الجمعة، بطلب من الجزائر، لبحث تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان.

وطالب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الخميس، مجلس الأمن الدولي بالخروج بموقف "رادع" لإسرائيل يوقف "عدوانها" على لبنان خلال الجلسة المقرر عقدها، الجمعة.

وأدانت دول عديدة تفجير أجهزة الاتصال وأعربت عن تضامنها مع لبنان، فيما أكدت منظمات حقوقية دولية، بينها "هيومن رايتس ووتش"، أن مثل هذه التفجيرات تعرض حياة المدنيين للخطر وتنتهك قوانين الحرب.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.