هل يعتقدون أن الجنوبيين سيساومون على هويتهم مرة أخرى؟
كتب ناشط حقوقي مقالًا ساخرًا، حزينًا، وغاضبًا في آنٍ واحد، متسائلًا: إلى متى ستستمر المسرحية السياسية بوجوهها القديمة وشعاراتها المستهلكة؟
هل يعتقدون حقًا أن الجنوبيين سيساومون على هويتهم مرة أخرى؟
السياسة بـ إعادة التدوير:
في عالم البيئة، إعادة التدوير خطوة إيجابية للحفاظ على الموارد، لكن في السياسة الجنوبية، يبدو أن إعادة تدوير الوجوه القديمة هي الطريقة المُثلى لتدمير كل ما تبقى من الأمل.
نفس الوجوه التي كانت بالأمس ترفع شعارات "الوحدة أو الموت"، تعود اليوم لتدّعي الدفاع عن الجنوب...لكن الجنوبيين لم يعودوا سُذجًا لتصديق أن الذئب قد يتحول إلى راعٍ للأغنام.
بيع الهوية بالجملة:
ما يحدث اليوم هو محاولة أخرى لبيع الهوية الجنوبية بالجملة في أسواق الصفقات السياسية، كل مرة يأتوننا بشعارات جديدة: من أجل السلام، من أجل الحوار ، من أجل تحرير صنعاء.
لكننا نعلم جيدًا أن هذه الشعارات ليست إلا ستارًا لتغطية محاولاتهم المستمرة لمحو هويتنا الجنوبية وفرض أجنداتهم علينا.
التاريخ يعيد نفسه، ولكن!
في الماضي، ضحى الجنوبيون بكل شيء من أجل قضيتهم... حينها كانوا يقولون: "الجنوب أولًا"، أما الآن فقد أصبحت القضية الجنوبية مجرد ورقة يُساوم بها على طاولات الحوار الإقليمي والدولي. نفس الوجوه التي خذلتنا في الماضي تحاول اليوم خداعنا مجددًا.
ولكن هل يعتقدون حقًا أن الجنوبيين سينخدعون مرة أخرى؟
من الكرامة إلى الكوميديا:
بينما يرفع البعض شعارات الوطنية، تجدهم يُنشئون مشاريع عبثية مثل الجسور الطائرة التي لا تنقلنا إلا من فشل إلى فشل، ومن هزيمة إلى أخرى.
هل يُعقل أن تُنفق الملايين على مشاريع تُغرقنا أكثر بدلًا من أن تنقذنا؟
ربما يعتقدون أننا شعب بلا ذاكرة، لكن الذاكرة الجنوبية مليئة بقصص الخيانة والخذلان.
هل الجنوب للبيع؟
السؤال الذي يطرحه كل جنوبي اليوم هو: هل نحن سلعة معروضة للبيع؟
يبدو أن البعض يظن ذلك، لكن الجنوبيين الذين دفعوا دماءهم ثمنًا لهويتهم لن يبيعوا قضيتهم مقابل وعود كاذبة أو مناصب مؤقتة.
رسالة إلى نفس الوجوه:
إلى أولئك الذين يعودون إلى المشهد بنفس الأقنعة القديمة: لا مكان لكم بيننا، الجنوب ليس ساحة لمؤامراتكم، ولا ملعبًا لمصالحكم.
نحن هنا لنذكّركم أن الجنوبيين قد تغيروا، وأننا لم نعد نؤمن بالشعارات الفارغة ولا بالمسرحيات السياسية التي كنتم أبطالها الفاشلين.
ختامًا: الجنوب لن يساوم:
الجنوبيون ليسوا نفس الشعب الذي عرفتموها في الماضي لقد تعلموا من الأخطاء، وعرفوا أعداءهم جيدًا أما أنتم، نفس الوجوه القديمة، فمكانكم الوحيد هو خارج صفحات التاريخ.
إذا كنتم تعتقدون أن الهوية الجنوبية قابلة للمساومة، فأنتم لا تفهمون الجنوب ولا الجنوبيين.