تأمل إيماني: حين تدرك بيقين أن الرزق والموت بيد الله.

بقلم: منصور بلعيدي

في زحمة الحياة، وبين تقلبات الأيام، ينسى الإنسان حقيقة كبرى، حقيقة لو استقرت في قلبه لنام قرير العين، ومشى في دروب الحياة مطمئنًا، لا يخشى فقرًا ولا يهاب موتًا. تلك الحقيقة هي أن *الموت بيد الله وحده* ، لا يملكه بشر، ولا يقدّمه أو يؤخّره أحد.

"وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابًا مؤجلًا"_
(آل عمران: 145)

ما أعظم هذا اليقين! أن تعلم أن أجلك مكتوب، لا يتقدّم ولا يتأخر، وأنك لن تغادر هذه الدنيا إلا حين يأذن الله، لا قبل ذلك بلحظة، ولا بعده بلحظة.
"الله يتوفى الأنفس حين موتها..."_
(الزمر: 42)

فلماذا الخوف؟ 
ولماذا الذل؟ 
ولماذا نُهين أنفسنا من أجل البقاء أو النجاة، ونحن نعلم أن *الحياة والموت بيد من لا يُسأل عما يفعل* ؟

"هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون"_
(غافر: 68)

حين يستقر هذا الإيمان في القلب، يتحرر الإنسان من الخوف، ويعلو فوق التهديد والابتزاز، ويعيش بعزة المؤمن الذي يعلم أن *روحه أمانة عند الله، لا تُنتزع إلا بأمره*.

"أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة"_
(النساء: 78)