فلسطين تحت الحصار.. صمود شعب في وجه الاحتلال

في قلب الشرق الأوسط، وعلى أرضٍ تتعاقب عليها النكبات منذ أكثر من سبعة عقود، تقف فلسطين شامخة رغم الجراح.

 هي ليست فقط قصة أرض محتلة، بل قصة شعب يناضل يومياً من أجل البقاء، من أجل الكرامة، ومن أجل حقه المشروع في الحياة والحرية.

اليوم، يشهد العالم واحدة من أعنف المراحل في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث يتصاعد العدوان على قطاع غزة، ويتواصل الحصار الخانق الذي حوّل الحياة هناك إلى معاناة يومية.
أكثر من مليوني إنسان في القطاع المحاصر، يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة: كهرباء لا تأتي إلا لساعات قليلة، مياه غير صالحة للشرب، منظومة صحية منهارة، ومدارس تُقصف فوق رؤوس الأطفال.

أما في الضفة الغربية، فلا يختلف المشهد كثيراً.
 توسع استيطاني لا يتوقف، حواجز عسكرية تعرقل الحياة، واعتقالات يومية تطال الشبان والنساء وحتى الأطفال.
 القدس، التي يفترض أن تكون رمزاً للتعايش، تُدنس باقتحامات متكررة، ويُجبر أهلها على هدم منازلهم بأيديهم، تحت ذريعة "البناء غير المرخص".

لكن رغم كل ذلك، يثبت الشعب الفلسطيني يومًا بعد يوم أنه أقوى من كل محاولات القمع والإبادة السياسية والهوية. 
فها هو الطفل الذي فقد والديه في غارة، يعود إلى المدرسة يحمل حقيبته وإرادة الحياة.
 وها هي الأم الثكلى تزرع وردة على قبر شهيدها، وتردد: "سنظل هنا".
 وها هو اللاجئ، في المخيم أو المهجر، يورث أبناءه مفتاح الدار التي هُجّر منها، مؤمناً بالعودة.

الصمود الفلسطيني لم يعد مجرد خيار، بل هو ضرورة وجودية، وثقافة حياة، ورسالة إلى العالم بأن هذا الشعب لن ينسى، ولن يتخلى عن حقه، مهما طال الزمن.

في الوقت الذي يغرق فيه العالم في صراعاته ومصالحه، تبقى فلسطين البوصلة الأخلاقية.

 فموقف كل إنسان منها يعكس إيمانه بالعدالة من عدمها. والسؤال المطروح اليوم ليس فقط عن مستقبل القضية، بل عن مستقبل الضمير الإنساني بأكمله.

إن دعم فلسطين ليس انحيازاً لطرف ضد آخر، بل هو انحياز للحق ضد الباطل، للحرية ضد الاحتلال، للإنسانية ضد الوحشية.
 ومن هنا، فإن القضية الفلسطينية ستظل حية ما دام هناك شعب يقاوم، وأحرار في العالم يناصرون قضيته العادلة.