إلى أولئك المرابطين في أيام العيد…
بقلم: الدكتور فوزي النخعي
في وقتٍ تعمُّ فيه البهجة أرجاء البيوت، وتُضاءُ المآذن بالتكبير، وتحتضن العائلات بعضها بفرح العيد، هناك رجالٌ ونساء اختاروا أن يكونوا في مواقع العمل، لا في أحضان أسرهم، ليحرسوا لنا بهجة العيد ويصونوا حياة الناس وراحتهم.
إلى عمال النظافة الذين يجوبون الشوارع في ساعات الصباح الأولى، يكنسون بقايا الفرح ويحافظون على نظافة مدننا في أيام العيد، أنتم جنودٌ لا يعرفكم الإعلام، لكن تعرفكم الأرصفة والمارة والطرقات.
إلى موظفي الكهرباء الذين يواصلون الليل بالنهار، ليبقى النور مشتعلاً في بيوتنا، ويحاولون جاهدين على قدر الإمكان ألا تنقطع عنا خدمة الكهرباء، والذين يعملون في ظروف استثنائية وفي عدم توفير الوقود إلا انكم صامدون في ميادين العمل، أنتم صمام الأمان في أوقات يحقّ لنا أن نرتاح فيها بفضلكم.
إلى سائقي الشاحنات والمقطورات التي تجلب الوقود وتغذي محطات الكهرباء والمستشفيات، أنتم سواعد العيد التي لا تهدأ، وشرايين الوطن التي لا تتوقف عن النبض.
إلى الأطباء والممرضين والفنيين والعاملين في القطاع الصحي، المرابطين في أقسام الطوارئ والمستشفيات، تسهرون على المرضى بينما ننام مطمئنين، تضحياتكم تاج على رؤوسنا، وحضوركم في هذه الأيام بركة وعافية.
إلى المرابطين على حدود الوطن، الجنود الذين يحمون الأرض والعِرض، ويذودون عنّا بأرواحهم، أنتم درع هذا الوطن وسياجه المنيع، أنتم فرحة العيد الحقيقية لمن عرف المعنى الحقيقي للفداء.
إلى رجال الأمن والمرور، الواقفين في الشمس، المنظمين لحركة الناس، الساهرين على سلامتنا في الطرقات والتجمعات، لا تعرفون الكلل، ولا تنام لكم عين.
لكم جميعًا، أيها الأبطال، نقول: كل عام وأنتم بخير وعافية وصحة. ثبتكم الله على ما أنتم عليه من إخلاص وعطاء، وجزاكم عنّا خير الجزاء. تركتم أبناءكم وراحتكم وساعات العيد الجميلة لتكونوا في خدمتنا، فلكم منّا كل تقدير وشكر وامتنان.
أنتم فرحة العيد الصامتة… والابتسامة التي لا يراها الكثيرون، لكنها محفورة في قلوبنا جميعًا.
عيد اضحى مبارك عليكم
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وعساكم من عواده...
ودمتم سالمين
https://www.facebook.com/share/p/16ELBExKBM/