الإعلام الجنوبي .. حملات التضييق وآفاق التطوير

تُعتبر حملات التضييق التي يتعرض لها الإعلام الجنوبي جزءًا من واقع مرير عانى منه الجنوب على مر العقود. هذه الحملات ليست جديدة، بل تمتد إلى عقودٍ من الزمن بدأت منذ التسعينيات وما بعدها. وبرزت بشكل واضح محاولات التضييق التي تعرضت لها صحف ومؤسسات إعلامية جنوبية بارزة مثل صحيفة "الأيام" العدنية، التي كانت واحدة من أكثر الوسائل الإعلامية تعرضًا لهجمات من السلطات. فالإعلام الجنوبي كان وما يزال يُواجه محاولات مستمرة لتقليص حريته وفرض قيود على صوته في الساحة الإعلامية.

تعد هذه الحملات جزءًا من سلسلة طويلة من السياسات التي استهدفت كل ما هو جنوبي، سواء على الصعيد السياسي أو الإعلامي. إذ أن هناك استهدافًا ممنهجًا لكل ما يتصل بالجنوب وشعبه وقضيته. يتضح أن ما يتعرض له الإعلام الجنوبي اليوم ليس حالة عابرة أو عفوية، بل هو استمرار لنهج قديم من التضييق والإقصاء والتهميش بدوافع سياسية بحتة، وهي ممارسات تهدف إلى إغلاق أي نافذة إعلامية تتيح للجنوب التعبير عن نفسه والدفاع عن قضيته.

وفي ظل الحملات التي تستهدف الإعلام الجنوبي، لا بد أن تكون لدى إعلامنا إرادة قوية في مواجهة هذا التضييق، ومواصلة رسالته الهادفة في الدفاع عن قضيته وتوفير منصات تعبير حرة رغم الضغوط. حيث أن المعركة الإعلامية تبقى مفتوحة على مصراعيها، إذ أن الإعلام الجنوبي اليوم يُعد أداة حيوية لنقل صوت الشعب الجنوبي وطرح قضاياه على الساحة المحلية والدولية.

وفي الختام رسالتي إلى الإعلام الجنوبي : يستحسن أن لا يقتصر جهدكم في الرد دفاعاً عن وسائل الإعلام فحسب، بل يجب أن تكون الردود الأكثر فاعلية من خلال المضي قدمًا في تطوير وتحديث الوسائل الإعلامية، والارتقاء بمحتوى رسالتها الإعلامية بما يتماشى مع تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والعدالة والكرامة. هذا هو الطريق الحقيقي لمواجهة حملات التشويه، والاستمرار في الدفاع عن القيم والمبادئ التي ينادي بها الجنوب.