اللواء القائد عيدروس الزبيدي… من جبال المقاومة إلى منابر السياسة العالمية
من عمق الجبال الجنوبية الشامخة، ومن بين أنين الأرض الجريحة التي داستها جحافل الاحتلال اليمني، خرج رجلٌ بصمت الواثقين يحمل على كتفيه همّ وطنٍ مسلوب، وكرامة أُمةٍ مغتصبة. إنه القائد الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، الذي سطّر تاريخًا من النضال لم يأتِ من فراغ، بل من تجارب مريرة ومعارك ضارية في دروب الحرية.
منذ اللحظة الأولى لانطلاقة المارد الجنوبي، كان الزبيدي في مقدمة الصفوف، مشردًا مطاردًا من قبل منظومة الاحتلال، لكنه لم يهن، ولم يتراجع. جاب الجبال واحتضن الميدان مقاتلًا لا يساوم، مؤمنًا بأن الجنوب لا بد أن يتحرر بدماء أبنائه، لا بوعود المؤتمرات الزائفة.
قاد المعارك وشارك في كل الجبهات؛ من الضالع إلى عدن، ومن لحج إلى باب المندب، وخاضها كقائد ميداني ملهم، يشاركه جنوده الجوع والتعب والخطر والثبات. لم يكن بعيدًا عنهم يومًا، بل كان بينهم، يوزّع عليهم الصبر والثقة والروح القتالية.
وعندما بدأت نواة بناء القوات المسلحة الجنوبية، كان الزبيدي هو من وضع لبناتها، حجرًا فوق حجر، حتى أصبحت اليوم مؤسسة عسكرية قوية يُشار إليها بالبنان.
اليوم... تغيّر المشهد، ولكن لم تتغير المبادئ.
ها هو القائد الزُبيدي، الذي عرفته الجبهات قائدًا عسكريًا جسورًا، نراه اليوم يتجوّل بثقة بين أروقة الأمم المتحدة، ويتحدث بلباقة السياسي المخضرم في كبرى وسائل الإعلام العالمية. يجلس على كرسي من لا يمثل حزبًا أو جماعة، بل يمثل شعبًا بأكمله، يحمل تطلعات الجنوب وآماله، وينطق باسمه بجرأة وكرامة.
لقد استطاع أن يتحول من قائد ؟ميداني إلى زعيم سياسي يُحسب له ألف حساب، واجه . خصومه في السياسة كما واجههم في الميدان، وهزمهم في كليهما.
ان الصعوبات التي واجهته كانت كفيلة بإسقاط جيوش وأنظمة، .لكنه واجهها بالصبر والحنكة، ونجح في قيادة العملية السياسية داخليًا وخارجيًا، وحقق مكاسب كبيرة للقضية الجنوبية، رسّخ بها مكانة الجنوب في المعادلة .الإقليمية والدولية، .وحوّل القضية من قضية مهمشة إلى ملف على طاولة الكبار.
إننا اليوم، عندما نشاهد الرئيس الزُبيدي يخاطب العالم بلغة العقل، والسيادة، والحق، نشعر كقوات جنوبية بالفخر والحماس ومعنويات عالية تعانق السماء. نشعر بالأمن والاطمئنان بأن الخير قادم والنصر قاب قوسين أو أدنى.
نشعر بالقوة والعزة والطاقة على مواجهة التحديات والأزمات بصبر لاحدود له.
لقد أصبح الرئيس القائد .عيدروس الزبيدي قائدًا مهابا، ورمزًا عربيًا جنوبيًا أصيلًا، يتبعه الآلاف من المقاتلين، ويكفي أن يرفع يده إشارة حتى تتحرك الجبهات كلها في انسجام نادر.
سيدي الرئيس القائد، إننا اليوم في القوات المسلحة الجنوبية التي نعتز بانضباطها، ونفخر بقدراتها، فإننا كذلك نفتخر بأنك أنت من قمت ببنائها، وأسست أركانها، والفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود إليك. لقد قدتَ السفينة وسط الأمواج العاتية، وواجهتَ التآمر والخذلان بثبات الحكماء، وصبر القادة الكبار.
أخي الرئيس القائد، إننا نعاهدك عهد الرجال للرجال، أن نسير على خُطاك، نحمل لواء القضية، و ندافع عن شعبنا وأرضنا و هويتنا، ما حيينا. فأنت قدوتنا، وقائدنا.
"إن ثقتنا بك، سيدي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وثقة الشعب الجنوبي بقيادتك الحكيمة، هي ثقة ثابتة وراسخة رسوخ جبال ردفان وشمسان. وستظل قيادتك نبراسًا نهتدي به في درب التحرير، ومصدر فخر نعتز به في كل ميادين الشرف والعزة."
وليس من قبيل المبالغة حين نقول إنك اليوم صرت صورة الجنوب الناصعة، وصوت الحق في كل المحافل، تتحدث من أعلى المنابر الإعلامية والدبلوماسية بثقة و لباقة، بسياسة حكيمة أبهرت العالم، وأربكت الخصوم.
نعم، أنت الزعيم الذي نفتخر به، وتاريخك تاجٌ على رؤوسنا، وصمودك يُعلّمنا كيف نحب الوطن ونقاتل من أجله.