رسالة إلى العليمي.. اللعبة تغيّرت

لقد جاء إلينا يومًا طالبًا الأمان، فآويناه، وأكرمناه ضيفًا، وتعاملنا معه بما يليق بأبناء الجنوب من وفاء ونُبل. لكن يبدو أن جزاء المعروف عند البعض هو النكران، وأن ردّ الجميل يُترجم لديهم بصناعة الأزمات ومحاولات إرباك المشهد.
يا عزيزي العليمي، اللعبة هذه المرّة ليست كما كانت من قبل.
الجنوب اليوم ليس جنوب الأمس؛ فقد أصبح يملك رجالًا يطفئون نيران الفتن قبل أن تشتعل، ويكسرون أدوات العبث قبل أن تُستخدم، ويضعون حدًا لكل من يحاول العبث بإرادة شعبه أو المساس بمشروعه الوطني. فاحذر الاقتراب من خطوط الكبار، لأن نار العبث قد تحرق صانعها.

لقد ودّع الجنوب زمن الجهل والتخلف الذي حاولتم رعايته تحت أجنحتكم المثقوبة، تلك الأجنحة التي حملت الحقد بدل الحكمة، والعرقلة بدل البناء.
كل محاولاتكم باتت مكشوفة وتحت المجهر، تنتظر لحظة القصّ والمحاسبة على يد من يعرفون تمامًا كيف تُدار المعارك السياسية وكيف يُصنع القرار.

وإن لم يجملك ماضيك، فلا تحرم نفسك من فرصة تجميل مستقبلك.
قف وقفة رجل… ولو ليوم واحد، ودع التاريخ يكتب لك سطرًا مشرفًا بدل أن يدوّن سقوطك.
فالجنوب ماضٍ بثبات، بقيادة وحكمة، ولن تعيق طريقه مكائد من اعتادوا العيش في ظلال الأزمات.