تموت الأنبياء ويبقى الحق
بقلم: حسين السليماني الحنشي
الأنبياء هم رسل الله الذين حملوا رسالة الحق والهداية إلى البشرية، وقد عاشوا حياتهم في سبيلها، وواجهوا الكثير من التحديات والمحن. وعندما توفاهم الله، لم يمت أثرهم، بل بقيت رسالتهم وتراثهم يتألق في السماء. فتلقفه من سار على هداهم، وعرفوا الطريق فلم يتزحزح أحد منهم.
مات الثوار ضد الظلم والاستبداد والاحتلال، الذين وهبوا أنفسهم في سبيل الحق، فلم تمت ثوراتهم بموتهم، بل ظلت راياتهم خفاقة يحملها الأجيال من بعدهم، بل وكأنها كانت البداية من ـ جديد ـ وهكذا تستمر الرسائل الخالدة جيلًا بعد جيل؛ لأن الحق هو ما دعت له تلك الرموز التحررية، وكانت التضحيات كبيرة في نيل الحرية، فلم تثنهم الحروب المدمرة والحصار والجوع والسجون عن التراجع والخضوع. ولنا في التاريخ أمثلة عن أمم قوية وكبيرة انتهت أمام أمة لا تملك غير الإرادة.
فكانت رموز النضال لتلك الشعوب المقهورة قناديل تضيء الدروب لهم. إن الأحرار عكس العبيد والخونة، فهم حملوا الحق، وضحوا بأنفسهم في سبيله.
لذلك، عندما نشاهد إخواننا في غــ زة الذين ضربوا أروع صور الصمود، بـ مـ وت قياداتهم، فلم يـ مـت الحق الذي معهم، بل بقي حي في قلوبهم، وهو مستمر على مدى السنوات الأكثر من سبعين سنة، وكانت أطول
مــ قاومة في التاريخ. ويظل أبطالها مصدرًا للإلهام والنور لكل المـ قـ اومين الأحرار.
وسيأتي اليوم الذي نرفع الراية بأسماء الشــ هداء على أسوار القــ دس. بل إن شعوب العالم اتخذت من صور الأبطال
والشــ هداء في غــ زة رموزًا للحرية والفداء.
فسلاما على غــ زة وأهلها، شيوخا ورجالا وشبابا وأطفالا ونساء، وسلاما على القيادة التي اسـتــ شــ هدت في الصفوف الأولى ، وسلاما على مــ قاومتها وسلاما على سماء غــ زة وهواها ومائها وبيوتها وبحرها وزرعها. وحجرها، فأنتم اليوم شرف الأمة بل شرف للبشرية جمعاء!