روسيا والصين جسد في خندق نحو عالم متعدد الأقطاب.

لتعزيز التنسيق العسكري بينهما، بدأت روسيا والصين مناورات بحرية مشتركة في بحر اليابان، اليوم السبت، حيث ستشمل تنفيذ عمليات باستخدام أسلحة مضادة للطائرات والغواصات، وهي المناورات الثانية خلال الشهر الجاري والتي تم التدريب فيها على إطلاق الصواريخ والمدفعية، واعتبرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها جزء من الجهود المشتركة لمواجهة النفوذ الأمريكي في منطقة المحيط الهادئ.

وفي سياق أوسع بدأت موسكو في استعراض قوتها العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والقطب الشمالي بالتزامن مع تعميق علاقاتها مع الصين، وضمن التوجهات الروسية للدفاع عن مصالحها، سيما في ظل تحرك الولايات المتحدة لتعزيز وجودها البحري والجوي بالقرب من ساحل ولاية ألاسكا، والتي أتت كنوع من الرد على التدريبات العسكرية المشتركة التي تجريها السفن الحربية الروسية والصينية.

هذه التدريبات والتدريبات المضادة والتي تندرج ضمن التنافس الدولي بين القوى الكبرى، تبرز حجم التعاون الصيني الروسي الكبير في مختلف المجالات بما فيها التعاون العسكري، الذي يقف لمناهضة الهيمنة الأمريكية.

وتستمر العلاقات الصينية الروسية في التوسع النوعي والكمي، وفي مختلف الاتجاهات الحيوية الاستراتيجية التي يمكن أن تسهم في دعم القوة والمكانة على رقعة الشطرنج العالمية، خصوصًا أن البيئة الأمنية الدولية تزداد تعقيدًا وفوضى كل يوم، مما يدفع نحو ضرورة التعاون بين الأطراف الدولية ذات المصالح والتهديدات المشتركة لمواجهة تلك المخاطر الاستراتيجيَّة المتزايدة، خصوصًا تلك التي تنبثق عن الصراعات الأمنية العابرة للحدود الوطنية أو حتى التنافس الاقتصادي بين القوى الكبرى.

ومن وجهة نظري الشخصية، أن خريطة العالم والقوى الكبرى تغيرت، بحيث لم تعد اليوم الولايات المتحدة الأميركية الرقم واحد في العالم كسابق، وذلك ببروز روسيا كقوة عظمى عالمية منافسة، ثم الصين، وتزايد العلاقات القوية بين هذه البلدين في مختلف المجالات، بما فيها التعاون في إعادة عالم متعدد الأقطاب.