دعوة للتفاؤل ..
الأمل بمستقبل مزدهر بات أمرا صعبا للغاية ومن المستحيل لكن مع هذا ينبغي علينا أن نتفاءل بالقادم الأجمل حتى ونحن نعيش صعوبة الحرب التي فرضت علينا ويغذيها أمراء الحروب وصانعي فرص الموت وهواة الهلاك والدمار .
في السنة العاشرة من الحرب كان يفترض بنا أن نكون قد تخلصنا من كوارث الدمار وعشنا في دولة محترمة أساسها العدل والمساواة والمواطنة المتساوية والعادلة يستظل تحتها وبها الجميع بيد أن لا مؤشرات حقيقية تدل على إنهاء هذه الحرب القذرة التي أثقلت كاهل المواطن وإرتفاع أسعار الضروريات وقوت الحياة اليومية من مأكل ومشرب وتطبيب وتعليم وغيره مقابل إنهيار فضيع في أسعار صرف العملة مقابل العملة الأجنبية كل هذا يبعث على التساؤل وبحاجة ماسة لمعرفة الأجوبة من الجهات التي يفترض بها أن تكون حاكمة للبلد وتسيطر على الموارد الأساسية فيه .
الحرب المفروضة قضت تماما على مقومات الحياة هنا في هذا البلد لم تعد الأشياء كما كانت تبدلت وتحولت وصارت مختلفة كليا عن ما كانت عليه قبلها .. كل شيء أصبح معقد وفي غاية الصعوبة البلد أثقلته الصراعات السياسية التي لاتزال مستمرة وقد تطول أكثر إلى مالا نعرف بالتوقيت والزمن المطلوبين لإعادة الحياة كما كانت عليه في السابق الناس هنا في حالة هلع وتذمر شديدين وخيبة أمل مصحوبة بحالة سخط غير عادية - هم بحاجة لإنهاء الحرب على الفور والتسريع بتطبيع الحياة المدنية المنشودة .
النهايات وإسدال الستار عن فصول هذه الحرب لا تبدو واردة ولا تلوح بالأفق لا حلول جادة ولا وجهة سياسية بإمكانها إزالة الوضع القائم الذي يمارس خلفة من يريدون للحرب أن تستمر .. هم وحدهم من يتلذذون بجحيم المواطن وإذلاله في حياته البسيطة التي يعيشها ومع قتامة المشهد وضبابيته السياسية لابد لنا أن نتفاءل بالقادم الأجمل فثمة من يختلف عن الصنف السابق هم وحدهم من يعملون بصمت لأجل الوطن وهم وحدهم من يصارعون الطغاة للتخلص من سيئاتهم وحماقاتهم التي مزقت البلد وتفننت في بؤسة وشقاءه وتعاسته أيضا .. الأمل المطلوب وحده من نتسلح به لغد أفضل لا شقاء فيه .