حوار حول ظاهرة انتشار محلات بيع القات في الأماكن العامة.. بين الاستثمار والمسؤولية المجتمعية
بينما كنت وصديقي محمود نتجاذب أطراف الحديث حول فكرة فتح مشروع استثماري يعود علينا بالربح والفائدة، دار بيننا نقاش طويل عن المشاريع الصغيرة والمتوسطة. طافت بنا الأفكار من مختلف الزوايا إلى أن أخذنا الطريق إلى إحدى المناطق العامة. توقفت السيارة أمام بقالة صغيرة لشراء الماء، وعندما دخلنا فوجئنا أنها لم تكن بقالة لبيع المواد الغذائية كما هو المعتاد، بل كانت محلًا لبيع القات.
محمود، الذي كان يجلس بجانبي، نظر إليّ بدهشة وقال:
محمود: "هل تعتقد أن فتح محل لبيع القات يعتبر مشروعًا استثماريًا ناجحًا؟ لقد أصبحت هذه المحلات تنتشر في كل مكان!"
نظرت إليه للحظة، مترددًا في الإجابة. كانت تساؤلاته صحيحة، فالموضوع معقد ويثير العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
أنا: "قد يبدو مربحًا على المدى القصير، لكن هل فكرنا في تأثيره على المجتمع؟ القات ليس مجرد منتج، إنه قضية تلامس صحة الأفراد وتؤثر على الإنتاجية العامة."
محمود: "ولكن من الناحية الاقتصادية، الطلب عليه كبير، ويحقق أرباحًا سريعة. أليست هذه هي أهداف أي مشروع استثماري؟"
أنا: "الربح ليس الهدف الوحيد لأي مشروع ناجح. المسؤولية الاجتماعية مهمة أيضًا. كيف يمكننا أن ندعي النجاح إذا كان مشروعنا يسهم في تدهور صحة الأفراد وتقليل قدرتهم على العمل والإنتاج؟"
تبادلنا الأفكار حول الموضوع، وتبين أن فتح محل لبيع القات ليس مجرد قرار اقتصادي، بل قرار يحتاج إلى توازن بين تحقيق الأرباح والمسؤولية المجتمعية. انتشار هذه المحلات في الأماكن العامة يعكس تحديًا كبيرًا، ليس فقط للسلطات ولكن لكل فرد في المجتمع. السؤال ليس فقط هل هذا استثمار ناجح، بل هل هو استثمار يصب في صالح المجتمع ككل؟
ختامًا، يبقى السؤال مفتوحًا للجميع: ما هو الدور الذي يجب أن نلعبه كأفراد ومجتمع في مواجهة هذه الظاهرة؟ وكيف يمكننا إيجاد بدائل استثمارية تحقق الربح وتخدم المجتمع في الوقت نفسه؟