قارئةُ الفنجان
شعر: ليان صالح
سألتني يوماً عرَّافة
لِمَ أنتِ حزينة ياليانْ؟!
يتلألأ نجمُكِ براقاً
قد أرشدَ في البحرِ الرُّبانْ
لكِ قدٌٌ ميّاسٌ يزهو
يتمايلُ فتاناً كالبانْ
في وجهكِ شمسٌ مشرقةٌ
وسوادُ عيونكِ من نيسانْ
مسعودٌ نجمُكِ- صاحبتي
من أينَ أتى للحزنِ مكانْ..؟!
سبقتني زفراتٌ حرّى
وأجابت، من ظلمِ الإنسانْ
قد عشتُ حياتي في صغري
عصفورة مسكنها الأفنانْ
ذا عِطري منبعهُ أرضي
من زهرِ النرجسِ والريحانْ
ولهوتُ كثيراً كفراشة
وغفوتُ بظلِ الأغصانْ
من أينَ يكونُ لي عِلمٌ
في أنّ الحبَّ لهُ وجهانْ
وجهٌ يغريكَ فتعشقهُ
وبوجهٍ يختبئ البهتانْ
أخلصتُ إليهِ، فأنكرني
وجزائي كانَ هو الحرمانْ
ضحكتْ من قولي العرَّافة
بعيونٍ تقرأُ في الفنجانْ
رجلٌ في بابكِ منتظرٌ
والحبُّ لديهِ فيضُ حنانْ
كلماتٌ يسمعها منكِ
غنّاها شعراً بالألحانْ
ويبيتُ الليلَ يناجيكِ
وهواهُ ليسَ لهُ وجهانْ
سيري في الدربِ ولاقيهِ
مافاتَ دعيهِ للنسيانْ.