جمهورية ومن قرح يقرح.. هذا الذي ناقصنا

الشعب قده ضابح والذي ما قرح من الحر قد قرح فيوز بسبب الأوضاع المعيشية المأساوية، وفوق هذا نسمع من يتغنى بالجمهورية ويردف قائلًا: جمهورية ومن قرح يقرح، وفي الحقيقة أن قدنا قارحين، ومبنشرين، ولا عاد حركة.

  كل يوم بل في كل فرض صلاة نرى من يقوم ليعرض حاله للناس، ويريق ماء وجهه ليحصل على لقمة حافة جافة لعياله، قرحنا وضبحنا وتفجرنا ونحن نرى الكلمات الوطنية من أصحاب الفخامة والتخمة الذين يكاد الشبع أن يقتلهم، فليس لديهم هم إلا المباركات والحديث عن ثورة لم يعد لها في الوجود إلا الاسم، ولا من أوصافها إلا العلم الذي بات يمثل جريمة لمن يحمله، وأدوا الثورة في عنفوان شبابها، وبعثت الإمامة في ثوبها الجديد المرقع، ولاك الشارع شعارات ملفلفة عن الجمهورية والوطنية، وغدا الوطن هو الرجل الفلاني أو العلاني. 

  تقزمت أحلامنا فلم نعد نحلم بوطن يحمينا من عاديات الزمن، وأصبحنا نبحث في هذا الوطن عن لقمة نقيم بها أصلابنا ونحيي بها أطفالنا، وتعاظم الرويبضة، وهزمت الجمهورية والجمهوريون، وداسوا على هذا الوطن والوطنيين، وأمسينا في جحر الحمار الداخلي، ومازلنا نردد جمهورية ومن قرح يقرح.