أمتي
بقلم/حسين السليماني الحنشي
يحكى أن أمة نامت نوم عميق حتى الوخز بالإبر لم يكاد ينفع فيها، حتى ظن الكثير ممن يشاهدها وهي في نومها لايمكنها الاستيقاظ مبكرا من هذا النوم على مشهد اشتعال النار في جزء منها، كان الحريق كبير، أتى على كل شيء من هذا الجزء المهم...
تصيح الكنانة والحجاز والشام واليمن والمغرب ، بحت الأصوات ، وهي تنادي يا غزة والضفة، لكن أصواتهم لا تلامس نخوة المعتصم...
وقفت (غزة) بهدوء وهي تشاهد ألسنة اللهب تلتهم كل جميلاً فيها، مما دفع ـ الضفة ـ والذي جاءت مسرعة للمساعدة من المأساة التي تعيشها - غزة - ولم يأت أحد للمساعدة غيرها...
اقتربت (الضفة) وهي خائفة مما يمكن أن يقع عليها من تلك المصيبة، ويتم ذبحها، أو يتم القضاء على ما أنجزته وهي تشاهد جهد العمر يحترق أمامها.
غير أن المدهش هو ما حدث، حيث فوجئ الجميع بابتسامة هادئة قد افترشت وجه (غزة) الملتهبة، وحين نظرت - غزة- نحوي وأنا الوحيد من أبناء أمتي كنت بجانبها، قالت : أيقظ أمتك لتشاهد هذا المشهد الفريد، أظنها لم ترى نارا بهذا الشكل من قبل!
توقفت مذهولا وقد ظننت أن أختي قد أصابها الهذيان من أثر المصيبة، إلا أني قد فطنت إلى ما يدور بخلدها.
قالت(غزة) أختي المجروحة: لدينا غداً فرصة لبداية جديدة خالية من أخطاء الأمس!!!
قلت في حينها: لقد استوعبت المؤامرة التي نعيشها، وحاولت التعايش مع المصائب وقبولها، حيث تحدث فينا النهوض والقين، بأن القدر سيأتي على كل شيء، حيث تبرز فينا تلك المصائب من يخون ومن خلالها نعرف من نثق به... لقد أحدثت المصائب الهزيمة في قلوبنا، حينما لا نملك قواعد الإخلاص، ونصرفها للعمالة دائماً. عندها سقطت الخيمة على رؤوس الجميع؛ لأننا ببساطة وقعنا أمام الجزع الذي أذهب عقولنا ولانستطيع إعادة ما فات وهذا ما وقع لأمتنا... وإما أن نقاوم ونصبر ونتحسب، على أمل أن يحمل الغد لنا خبرا سعيدا.
قالت(غزة) أختي المجروحة: نعم، كلنا في مصيدة الأقدار والحروب والمآسي، عندما تفرزها الحياة فلا نستطيع ترويض تلك المصائب، ولا نعرف كيفية مواجهتها، والحقيقة أن الفائز منا ليس فقط من يملك الأسلحة الجيدة، وإنما من يقدر على الإتصال بالله تعالى!
فقد صنعنا من ماء الوضوء ما يبرد النار ويخمدها، ومن تكبيراتنا حاجزا يصد كل التقنيات الحديثة التي لايقاومها أي كيان يماثلها.
قلت وأنا الوحيد في ظلام الليل: صدقتي يا أختي الحبيبة!