الزبيدي يُعلن مقاطعة صامتة: الانتقالي الجنوبي يلوّح بالانسحاب ويضع الحكومة أمام اختبار حاسم

الزبيدي يُعلن مقاطعة صامتة: الانتقالي الجنوبي يلوّح بالانسحاب ويضع الحكومة أمام اختبار حاسم

عدن ( أبين الآن)

أكدت مصادر سياسية يمنية مطلعة أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، قلل بشكل ملحوظ من مشاركته في الأنشطة بصفته نائبًا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.

هذه المقاطعة غير المعلنة ترسل إشارة قوية إلى الأطراف المعنية بأن استمرار الشراكة غير المتوازنة، التي يفي فيها الجنوبيون بالتزاماتهم دون أن يلتزم الشريك بما تعهد به، لم يعد ممكنًا-وفقا لنشطاء بالانتقالي تفسر الأوساط اليمنية عدم حضور الزبيدي لاجتماعات مجلس القيادة الرئاسي كرد فعل غاضب من القيادات الجنوبية على المماطلة الحكومية في حل قضية الكهرباء في العاصمة عدن.

هذه المماطلة أضرت بسمعة المجلس الانتقالي وأثارت شكوكًا بين أنصاره، مما قوّض فكرة قيادته لمشروع الاستقلال الجنوبي.

ويبدو أن المجلس الانتقالي يتجه نحو التصعيد، مع توجه لإعلان الانسحاب من مؤسسات الشرعية ووقف التعامل باتفاق الرياض.

يعزز هذا التوجه دعوة الزبيدي للجمعية الوطنية للانتقالي الجنوبي إلى الاجتماع في 30 يونيو لحسم الموقف، إما بإعلان القطيعة أو إمهال الحكومة فترة محددة لتنفيذ تعهداتها.

على الرغم من إشراف الزبيدي على اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء، فإن ذلك لا يُعتبر خروجًا عن حالة البرود مع مؤسسات الشرعية، إذ يسعى الجنوبيون لرؤية قرارات فعالة على الأرض في مواجهة أزمات الكهرباء والعملة والمياه، وليس مجرد المشاركة في اجتماعات استعراضية.

وفي محاولة لتهدئة الغضب الجنوبي، نفت الحكومة ما وصفتها بـ"الافتراءات والادعاءات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي" بشأن عدم سداد قيمة شحنتي الديزل.

وأكدت لجنة مناقصات شراء وقود محطات الكهرباء أن الحكومة سددت كامل قيمة الشحنات، وأن الباخرة المحملة بالديزل وصلت إلى ميناء الزيت في البريقة لتفريغ حمولتها.

ومع ذلك، فإن الغضب الشعبي على أزمة الخدمات في عدن أتى بنتائج عكسية على الحكومة، التي بدت في صورة المعرقل لاتفاق الرياض، بينما ظهرت قيادة الانتقالي بموقف الحق والتصرف بحكمة، حيث وفرت للحكومة فرصة لتجاوز الإرباك المتعمد خلف أزمة المحروقات.

يرى مراقبون أن أزمة الخدمات يمكن حلها جزئيًا، خاصة مع وجود تمويلات سعودية.

وأكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، أن الطرف الشريك في مجلس القيادة الرئاسي لم يكن جادًا خلال العامين الماضيين في تنفيذ مخرجات مشاورات الرياض، مما تسبب في العديد من الخلافات.

كما شهدت عدة مناطق في عدن مؤخرًا احتجاجات شعبية غاضبة، حيث أُشعلت النيران في إطارات السيارات وأُغلقت الشوارع احتجاجًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدماتية، خصوصًا في قطاع الكهرباء، وانهيار العملة المحلية.

يُخشى أن يؤدي تردي الأوضاع الخدمية وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في الصيف الحار إلى إشعال موجة غضب عارم، حيث قد يخرج الناس للتظاهر دون تمييز في المسؤولية بين المجلس الانتقالي والحكومة ماسوف يقوض سمعة وشعبية الانتقالي في الاول.

سبق أن حذر الزبيدي من أن المجلس لن ينتظر إلى ما لا نهاية، وقد يراجع جميع قراراته إذا لم تسع الحكومة لحل مشكلة الخدمات في عدن.

وأكد الزبيدي، بعد إشرافه على اجتماع ضم قيادات من الانتقالي ووزراءه في الحكومة، أن استمرار الوضع القائم لم يعد مقبولاً، والمجلس لن ينتظر إلى ما لا نهاية تجاه فشل الحكومة وعجزها، واستمرار تدهور الأوضاع.

وأضاف أن تردي الأوضاع المعيشية يحتّم على المجلس إعادة النظر في جميع قراراته وخطواته المستقبلية، مؤكداً أن المجلس لديه القدرة على تحمل مسؤولياته الوطنية تجاه شعب الجنوب.