بعد استهداف قاعدتها في سوريا.. هل تدعم روسيا إيران في صراعها مع إسرائيل؟

بعد استهداف قاعدتها في سوريا.. هل تدعم روسيا إيران في صراعها مع إسرائيل؟

أثارت الغارات الجوية الإسرائيلية على القاعدة العسكرية الروسية في مطار "" السوري، التساؤلات عن دعم لإيران في حربها ضد ، والرد المحتمل من الجانب الروسي على استهداف قاعدتها لأول مرة.

 

ويشتمل مطار "حميميم" على جزأين، مدني يُعرف باسم مطار "باسل الأسد" الدولي، وعسكري، تُشغله القاعدة العسكرية الروسية الأساسية في سوريا، ولم يتم استهدافه منذ التواجد الروسي فيه، على الرغم من اشتغال المعارك الجوية التي يشهدها محيط المطار بصفة مستمر دون استهدافه.

مسيرات أوكرانية

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد ناجي مُلاعب، إن هدف الطيران الإسرائيلي من الضربات التي استهدفت قاعدة حميميم هو ضرب مستودعات الذخيرة والأسلحة بالقرب من القاعدة الروسية المذكورة ولم تكن موجهة ضد القاعدة نفسها.

 

‏وتابع العميد مُلاعب في حديث لـ"إرم نيوز": "لا أستبعد أن تكون طائرات أوكرانيا مسيرة هي التي قامت بتوجيه الضربات، وخاصة أن موقع القاعدة ليس بعيدًا ويسهل اجتيازه من قبل الطائرات الأوكرانية المسيّرة".

 

ورجّح الخبير العسكري، أن تكون إسرائيل قد وجهت إنذارًا مسبقًا لروسيًا بأن هناك أسلحة ومواقع للذخائر بالقرب من تلك المنطقة يقتضي ضربها.

 

و‏لفت الخبير العسكري إلى أنه عقب فرض عقوبات ضد طهران التزمت روسيا ‏بقرار مجلس الأمن بعدم تزويد طهران بأي من الدفاعات الجوية التي كانت قد تعاقدت عليها عام 2000‏ مع روسيا، وبالتالي لم تتسلمها ‏وقامت روسيا بدفع غرامة لطهران بسبب عدم تسليم تلك الدفاعات الجوية بموجب شكوى طهران ضدها.

 

وأكد ملاعب أن العلاقات بين روسيا وطهران تطورت بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وأصبح هناك تبادل الأسلحة، فأستفادت روسيا كثيرًا من المسيرة الإيرانية "شاهد136" بشكل كبير، فضلًا عن الصواريخ الباليستية الإيرانية ‏مقابل أن تزوّد روسيا طهران بأحدث ما أنتجته من طائرات الجيل الخامس سو 57.

 

‏وأكد العميد ناجي ملاعب، أنه لم يثبت مدى مساعدة روسيا لطهران في صراعها ضد إسرائيل، ‏لافتًا إلى أن زيارة وزير الدفاع التي حدثت منذ شهرين إلى طهران كان هدفها ‏نقل الرسائل لتخفيف الوضع وليس تزويد إ‏يران بالأسلحة.

 

‏وحول الرد الروسي المتوقع على الضربات الإسرائيلية، ‏لم يستبعد حدوث اتصالات بين الطرفين موضحًا أن الاتصالات مازالت مفتوحة ‏مع روسيا، وأن روسيا تعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن أمنها القومي، وأنها لا تشارك في صد الاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل على مناطق في سوريا.

 

التعاون الإيراني الروسي

 

وفي ذات السياق، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد نضال زهوي، أن الجيش الإسرائيلي استهدف المنطقة التي وضع فيها الروس أسلحة وذخائر لكي يستخدمها الجيش السوري أو "المقاومة الإسلامية" ضد إسرائيل.

 

وأشار الخبير العسكري في تصريح لـ«إرم نيوز» إلى أن الأسلحة الروسية المستخدمة في الشرق الأوسط كانت سببًا في التهديدات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو/ حزيران نتيجه الضغط الأمريكي لصالح أوكرانيا والسماح لها بالهجوم على الأراضي الروسيه ودعم القوات الأوكرانية بصواريخ قادرة على استهداف واختراق الأراضي الروسية.

 

وأوضح العميد نضال زهوي، أن الغارات الإسرائيلية التي شُنت مؤخرًا ضد اليمن تمت بمنطق الاستطلاع بالقوة بهدف معرفة ما إذا كان تم استلام بعض التكنولوجيا الروسية، الأمر الذي كشف عن وصول بعض من التقنيات الروسية إلى اليمن من ناحية، ووجود أسلحة روسية لدى "حزب الله" وخصوصًا المضادة للدروع من ناحية أخرى.

 

وأكد زهوي، أنه حتى الآن لم تتبلور علاقة إستراتيجية كحلف بين إيران وروسيا، إلا أن التسريبات الأمريكية باستهداف المنشآت النفطية في الأسبوع الأول من اغتيال، إسماعيل هنية، سمحت لإيران بالاعتماد على روسيا في حماية المنشآت النفطية مقابل الصواريخ متوسطة المدى التي أخذتها روسيا، حيث كانت تعاني مع بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا من نقص في الصواريخ متوسطة المدى.