المسارعة إلى الله.. من صفات أهل الجنة.!!
السباق الى الله والمسارعة الئ الاعمال الصالح امر إلهي أمرنا به ربنا في محكم التنزيل فقال :
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ.) الحديد 21
وقال: ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).ال عمران 133
ولذلك نجد ان اصحاب الهمم العالية يسارعون في طلب المعالي التي توازي هممهم العاليه..
فهذا الصحابي الجليل عكاشة ابن محصن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ان أقواماً من امتي يدخلون الجنة بغير حساب لقاء اخلاصهم لله وتفانيهم في طاعته وصدق عبادته والعزوف عن ملذات الدنيا رغبة فيما عند الله في الاخرة فقال:
يارسول الله ادعو الله لي ان اكون منهم..فقال: انت منهم ،
فقام صحابي اخر وقال ادعو لي ان اكون منهم لكن الرسول قال له: سبقك بها عكاشة.
ولايعني قول الرسول انها دعوة واحدة فقط نالها عكاشة دون غيره ولكنه يعني أبعد من ذلك ان الرجل قليل الهمة ولا يستحق تلك المنزلة.
ومثله الاعرابي الذي اكرم الرسول بحسن الضيافة ذات يوم فاراد الرسول اكرامه فقال له: سلني.. قال: اسألك ناقة احمل عليها متاعي فاراد الرسول ان يساعده على فهم المقصد فاردف قائلاً سلني.. قال وخطامها.!!
همة ضعيفة لاتبلغ صاحبها المراد.
فقال الرسول مستنكراً ضعف همة الرجل دون التعريض به قال: الا يكون احدكم مثل عجوز بني اسرائيل
قالوا وما عجوز بني اسرائيل قال: لما اراد نبي الله موسى ان يخرج بقومه من مصر قال له اليهود ان نبي الله يوسف اوصانا اذا رحلنا عن مصر ان ناخذ جثته معنا قال واين هي.؟!
قالوا لاندوي ولكن العجوز فلانه تعلم بها فسالها موسئ فقالت : لا ادلك عليها حتى تدعو لي ان اكون رفيفتك في الجنة فاستكثر عليها موسئ الطلب وأعرض عنها فاوحى اليه ربه ان اقبل طلبها فقبل ودلته على مكان الجثة.
والامثلة كثيرة على علو الهمة فهدا عمير بن حصين سمع قول الرسول يوم بدر يقول : (من قاتل اليوم مقبلا غير مدبر فقتل فله جنة عرضها السماوات والارض) فقال الصحابي عمير ليس بيني وبين الجنة الا ان اقاتل فاقتل؟!
قال الرسول نعم .
قال والله انه لوقت طويل بيني وبين الجنة ان بقيت حتى آكلها ، فرمى عمير بتمرات كانت في يده وحمل على الكفار كالأسد الهصور حتى نال الشهادة.
وقد انشد قائلاً:
*رَكْضًا إِلَى الله بِغَيْرِ زَادِ
إِلاَّ الْتُّقَى وَعَمَلَ المَعَادِ
وَالْصَّبْرَ فِي اللَّهِ عَلَى الْجِهَادِ
إِنَّ الْتُّقَى مِنْ أَعْظَمِ الْسَّدَادِ*
ومن خلال سرد مثل هده الوقائع قد يظن القارئ ان المسارعة الى الله بهمة عالية لايستطيع عليها الا الصحابة لكن المسارعة الصادقة الى الله لم تكن حكرا على الصحابة ففي عصرنا وجد مثل أولئك الرجال الصادقون المخلصون لله ورسوله.
اتدرون منهم.؟!
انهم رجال المقاومة في غزة نعم انهم مثل الصحابة تماماً .
هل رايتم احدهم وهو يسير حافي القدمين ويلبس بدلة رياضية وليس واقياً للرصاص يسير حتى يضع المتفجر في الدبابة الإسرائيلية المركافا فيفجرها ويعود وهو يقفز فرحاً ويقول انفجرت انفجرت وبتلقائية قل نظيرها اليوم ولايشبه سلوكهم الا سلوك الصحابة.
فتقوى الله وصدق الايمان وبذل النفس والمال واسترخاس الحياة في سبيل الله كلها اسباب كافية للمسارعة الى الله ونيل جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين.