أكتوبر ياعيد الثورة ..!
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
علينا أن نعتذر لكل شهداء ثورة (14) اكتوبر ، علينا أن نعتذر لذلك الزمن التي خلقت فيه الرجولة ، أن نعتذر لذلك الجيل الذي قاتل بريطانيا بالحجارة والعصي ، والعيلمان والكندا ، ذلك الجيل الذي قاوم ولم يخشى طيران ولا مدفعية وليس معه سوى عتاد القلة، وشحة العدة مستنداً على دماه ..
علينا أن نعتذر لتلك المرؤة التي شارفت حد القيوم ، وجعلوا من هزيم الرعد صرخة ، اغدقت قدر المطر ، وجب علينا أن نعتذر ، لتلك النخوة التي زلزلت الجبال ، وتلك الغيرة التي ثارت كموج البحار ..
علينا واجب الاعتذار لمن دهنوا صفيح الرمال حمرة وزرعوا غفار الأرض زهرا وعشبا ، اؤلئك الذين خط لهم الدهر خطاً فمازادوا عليه وما التوو ومااستكانوا فكان الطريق مسار عبور نحو الحرية ، وامتطوا صهو المنايا جهابذ نضال ، ولازلنا نسأل الف سؤال ، كيف شروا بدمائهم سلعة الحرية ..
نعم علينا أن نعتذر لغالب ومدرم وعبود وعشال ومطيع وقحطان وكل شهيد قضى نحبه أشد اعتذار ..
علينا بكل خضوع أن نعتذر ونقف حداد لكل قطرة نزفت من دمائهم ، بقدر الفرق الذي بيننا وبينهم .. سنعتذر لهم لأقل شيئ حين مسخنا بطولاتهم ، لأن اولادنا لا يعلمون شيئا عنهم وعن ثورتهم ، وان المدارس عافت بطولاتهم واختزلت مناهجها عنهم ، فلا نجدها حشواً ولا في الهوامش .
ماذا سنقول لهم إذا علموا أنهم قاتلوا المملكة التي لا تغيب عنها الشمس ، ونحن الان نُستعبد ونحتل أمام عين الشمس حين بعنا مبادئهم والقيم بمزاد العلن وملئ الفم ..
سنعتذر ولكن هل يغني الاعتذار عن جرمنا الأكبر من رصاصة العدو حين حاولنا أن ننفذ اهداف ثورتكم المجيدة بحجة التكتيك والاستراتيجية ..
ام أن مفهوم الحرية يختلف عن كل زمان ومكان وان يكن ، فماذا سنخبركم ياشهداء اكتوبر يامن أزهقت أرواحكم لتحرير الشعب والوطن ، فمن المؤسف حقا أن نقول إن الشعب يتمنى انكم لم تقوموا بتلك الثورة..
وأما الوطن حذاري ثم حذاري أن تسألوا عنه ، فقد صار بحره لغيره وجبله مطية وسهله نطية وصحرائه الكبرى عطية ..
نحن لسنا مثلكم ابدا لهذا وجدنا اهداف ثورتكم مندثرة وفيها شيئ من التعنت والتهكم والإرهاب فغيرنا المسميات واستعنا بقانون الوكالة فمثلاً :
-الهدف الاول: تصفية القواعد وجلاء القوات البريطانية من أرض الجنوب دون قيد أو شرط.
ولتحقيق هذا الهدف حرمة عليهم ارضنا إلا سياحة وتركنا بارجاتهم عالقين بباب المندب
-الهدف الثاني : إعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية.
نعم اعدنا التوحيد بقتل أربعة رؤساء ونفي اثنين والثالث هارب والآخر زقروه .
-الهدف الثالث: استكمال التحرر الوطني بالتخلص من السيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية..
عملنا على تحقيقه فكل ما نملك ماهو الا مستورد وكل المصانع أغلقت وخصخصت .
-الهدف الرابع: إقامة نظام وطني على أسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور.
في الحقيقة بعد استشهادكم في سبيل الوطن والشعب عين رئيس وتم وضعه في الإقامة الجبرية ثم قتل خلفه ثم قتل بعضنا بعضاً بالبطاقة الشخصية ..
-الهدف الخامس: توفير فرص التعليم والعمل لكل المواطنين دون استثناء.
في الحقيقة لم نستطع ان نحقق هذا الهدف لأننا نعاني أزمة تعليم وان العسكري المستجد راتبة أضعاف راتب المعلم ذاته ..
-الهدف السادس: بناء جيش وطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من الحماية الكاملة لمكاسب الثورة واهدافها.
هذا الهدف حدث عنه ولا حرج جيوش لدينا وليس جيش فقط ، ولكنا عملنا تعديل بسيط في الهدف هو أن جميع الجيوش بعدتها وعتادها عهده لدينا وليست لحماية الثورة ومكاسبها..
-الهدف السابع: انتهاج سياسية الحياد الإيجابي وعدم الانحياز بعيدا عن السياسات والصراعات الدولية.
فمن هذه الناحية نحن من حسمنا الموقف وجعلنا الكل يصفي حساباته على أرضنا بينما نحن لا حكم ولا طرف ولا متفرج ، ولكنا اكتشفنا اننا المجني عليهم
كيف ستحل نفسها ياسيد