البيئة التعزية بيئة حرة كريمة ترفض الظلم.

المال الذي يستخدمه صاحبه لإذلال المواطنين البسطاء والإستقواء به عليهم ومحاولة شراء ذمم المسؤولين والتدليس عليهم في سبيل نهب الحقوق هو مال حرام ويستخدم بطريقة غير شرعية وأخلاقية ويدخل صاحبه في أعداد وقوائم السفهاء الذين يبذرون أموالهم فقط في سبيل تحقيق رغباتهم وشهواتهم في الإستقواء والإستعلاء على الناس.

من نتائج الحرب السلبية أو السيئة أنها أفرزت لنا بعض تجار يمكن أن يطلق عليهم شواذ في التعامل لا يضعون اعتبارا لأي قيم تعاملية مع الناس ولا مع محيطهم .

هذا النوع يسميه عالم النفس الدكتور ستيفن غولدبارت متلازمة الثروة المفاجئة لأول مرة بعد اكتشافه أن بعض الناس يكافحون من أجل التأقلم مع تغير الظروف عندما يصبحون أثرياء فجأة.¹
ووَجد أن اكتساب ثروة كبيرة على نحوٍ غير متوقع يشكل تحديات نفسية وعقلية وعاطفية لبعض الناس، حيث تؤدي مشكلات التأقلم إلى أزمة الهوية وأزمة أخلاق وتعامل.

يظن مثل هؤلاء أن بأموالهم سيستعبدون الجميع وسيشترون الجميع وسيخضعون الجميع لقانون غرورهم ولسفه تعاملهم غير أن اعتقادهم وتصورهم هذا تصور خاطئ في مجتمع مثل المجتمع التعزي.

صادف أن كنت في جهة قضائية ما ووجدت صديق لي ومعاريف معي سألتهم عن سر تواجدهم فردوا علي أن قضيتهم مع التاجر الفلاني تحولت الى الجهة القضائية ومن أخلاق الإنسان أن تبقى مع صديقك وتحاول تقريب وجهات النظر فالجميع أبناء مدينة واحدة وجيران وأصحاب قضية واحدة كوننا جميعا محاصرون ومستهدفون من أقذر عصابة سلالية عصابة الحوثي وإذا قدمنا تنازل لبعضنا كأبناء تعز فلسنا خاسرين.

أعجبني القاضي الشاب بكفاءته وحزمة ونباهته وشجاعته ونزاهته سأحتفظ باسمه وقد أذكره في تناولة أخرى ومثل هذا القاضي، هو مصدر فخر واعتزاز ومن حقه أن نوجه له التحية ونطالب بتعزيز مثل هؤلاء ورفدهم بقضاة يتصفون بصفات هذا القاضي.

سألت عن التاجر أين هو قالوا مستقر في صنعاء وبعضهم قال في إب وأخر قال في مأرب للتمويه وعندما استفسرت عن سر التناقض توصلت إلى معلومات قد يكون من غير المناسب ذكرها هنا.

إنتهى الدوام وخرج الجميع وأثناء انتظاري لوصول ابني بالسيارة للعودة إلى المنزل شاهدة بعض أفراد حراسة الجهة القضائية محوشين ومتجمعين حول سيارة وفجأة تحدث مناوشات ومهاترات بالأيدي بين أحد أفراد حراسة الجهة القضائية وإلى جانبه شخص بهندام يدل أنه ثري ضد شخص أخر محاولين سلبه هواتفه بحجة أنه صور صاحب السيارة الذي اتضح أنه أحد أقرباء التاجر كان يوزع فلوسا لأفراد حراسة الجهة القضائية واعتدوا عليه باللكم ورموا بهواتفه إلى الأرض.

تدخل الحاضرون وانتقدوا الأسلوب الهمجي الإستعلائي المغرور من قبل قريب التاجر ومن رجل الأمن الذي تعصب في غير موقعه وخارج إطار عمله حتى من زملائه في العمل الأمني وكان رأي الناس الحاضرين حتى ولو الرجل صور فهناك جهات إختصاص وجهات أمن يمكن للمتضرر اللجوء اليها أما الإعتداء والإستقواء بمالك أو بمنصبك أو بنفوذك فهذا اسلوب العاجزين والفاشلين.

هذا ما أثلج الصدر أن ثقافة ابن تعز وسلوكه وثقافة رجل الأمن الذي استنكر اسلوب زميله يؤكد أن البيئة التعزية بيئة حرة كريمة ترفض الظلم والضيم والسلوكيات الخاطئة والأساليب العفنة والممارسات الإستعلائية المغرورة التي صدرتها السلالة العنصرية الى المجتمع.