عن تهديدات الحوثي للسعودية
من وجهة نظري أن التهديدات التي أطلقها عبدالمالك الحوثي زعيم جماعة الحوثي الموالية لإيران وأدلتها في اليمن هي ذات بعدين :-
-الأول ابتزاز سياسي للسعودية بهدف دفعها للضغط على الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من أجل التراجع عن قرارات البنك المركزي وطيران اليمنية وغيرها من القرارات والإجراءات الاقتصادية التى اوجعت الحوثيين.
-الثاني ابتزاز سياسي بإيعاز إقليمي ودولي للخليج والسعودية تحديداً من أجل الحصول على دعم مالي وسياسي للرئيس الأمريكي بايدن في حملته الانتخابية، ودعم لإيران ما بعد الانتخابات الرئاسية لترتيب أوضاعها من ناحية، ومن ناحية أخرى محاولة حوثية لتحقيق مكاسب سياسية في العملية السياسية اليمنية.
وبين هذا وذاك فإن هذه التهديدات يتطلب أن تأخذ على محمل الجد من قبل السعودية الشقيقة، والتأكيد على مدى خطورة هذه الجماعة وما تشكله من تهديد على الجوار والأمن الإقليمي والعربي، وكيفية مواجهة هذا الخطر الذي تشكله الجماعة، سواء بضرب قدراتها وإيقاف الدعم عنها، أو بالضغط على داعمها الإقليمي ومن يقف خلفه، والابتعاد عن أي تماهي دولي مع هذه الجماعة.
وفي سياق متصل لا بد من الإشارة إلى أن الأهداف التي ذكرها الحوثي في تهديداته هي مؤسسات ومرافق مدنية، يعتبر استهدافها جريمة حرب، وبالتالي فإن الرد سوف يكون قاسي جداً .. ورد مشروع وفق القانون الدولي، وتبعات هذا الرد سوف تنعكس على أوضاع البلاد ومعيشة المواطنين شمالاً وجنوباً والاكثر تأثيرا انعكاسها على أسر ملايين المغتربين الذين يعيلون أسرهم من العمل في السعودية الشقيقة، وتشكل حوالاتهم رافد يعزز النقد الأجنبي والاقتصاد بشكل عام، ومن يدرك هذه التبعات وغيرها سيجد أن الحوثي لن ينفذ تهديداته، وهي مجرد ابتزاز كما أسلفنا أعلاه.