الشيخ الخضر أحمد القاضي.. رمز النضال والتضحية

في خضم النضال من أجل استعادة الدولة الجنوبية، نتحدث اليوم عن شخصية وثائر جنوبي معروف، فقد تعلمنا منه ومن أمثاله النضال لأجل الجنوب. الشيخ الخضر أحمد القاضي، حفظه الله ورعاه، على الرغم من إصابته بجلطة دماغية في عام 2015م أثناء وجوده مع الأبطال، وذلك في بداية تشكيل نواة المقاومة الجنوبية في جبهة أماجل غربي مديرية لودر، إلا أن روحه الوطنية وإصراره لم يمنعاه من المشاركة وحضور جميع الفعاليات الجنوبية، والتي كان آخرها المهرجان الخطابي الحاشد، قبل أيام، في لودر لكافة أبناء المنطقة الوسطى الأحرار بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.

منذ انطلاق الثورة الجنوبية والحراك الجنوبي في عام 2007م، لم يغيب الشيخ المناضل الخضر القاضي، بل تقدم الصفوف، وشارك في جميع المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات السلمية التي عبرت عن تطلعات شعب الجنوب، متجاوزًا جميع التحديات. وحتى بعد إصابته ومرضه في عام 2015م، لم يكتف بمشاهدة الأحداث من بعيد، بل انخرط بكل قوة في الدفاع عن حقوق الجنوب وشعبه، معبّرًا عن تطلعات الملايين نحو الحرية والاستقلال.

إن الأخ الشيخ الخضر القاضي ليس مجرد شخصية نضالية، بل هو مثال حي للإرادة والتحدي والنضال والتضحية. يُعلّمنا أن النضال من أجل القضايا العادلة لا يحتاج إلى القدرات الجسدية فقط، بل إلى روح التحدي والعزيمة. في كل فعالية، تجد هذا المناضل يحمل راية الجنوب، ويذكّر الجميع بأن الأمل بالحرية لا يموت، بل يتجدد في قلوب المناضلين الأوفياء. يمثل الشيخ الخضر القاضي مثالًا حيًا لنا وللأجيال الجنوبية القادمة، حيث إن القتال من أجل الحق والدفاع عن القضية العادلة لا يقتصر على القدرة البدنية، بل يتطلب روحًا وطنية مقاومة وإيمانًا عميقًا بالقضية. يؤكد أن النضال من أجل الجنوب هو نضال مستمر يتطلب التفاني والتضحية. وبفضل أمثاله، يبقى الأمل متقدًا في تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة ومواصلة المشوار الكفاحي من جميع أبناء شعب الجنوب خلف قيادتنا السياسية والعسكرية الجنوبية المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي حتى تحقيق النصر والتحرير والاستقلال.

قبل الختام، أتوجه بهذه الهمسة الأخيرة، وسأوصلها لهم شخصيًا إلى الأخ الأستاذ المناضل حسن غيثان، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين، وإلى الأخ الأستاذ صالح الخضر أمصاد، رئيس الهيئة التنفيذية بمديرية لودر، لمبادرة وطنية منكم كما عهدناكم واهتمام بمثل هذه الشخصية المناضلة، الشيخ الخضر أحمد القاضي، بتكريمه، ولَفْتة وطنية وإنسانية له يستحقها، وواجبًا منكم..هذا وتحياتي للجميع، وعاش الجنوب حرًا أبيًا شامخًا برجاله الشرفاء المخلصين وإرادتهم الصلبة.