همسة جمعة للجميع

وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين، صدق الله العظيم. في خطبة اليوم الجمعة للشيخ والجد العزيز أحمد أبو بسام الثرم ( الحميس ) ، تحدث في خطبته بهمسه ناصحاً ومذكراً الجميع عن الدنيا وأنها فانيه، وأهمية سلامة القلوب. وإن الفائز في هذه الحياة هو من يعبرها بكل سلام ، بلا حقد ولا حسد او ظلم ، من يحمل في قلبه المحبة والخير . وهذه من أعظم النعم من الله تعالى 

أشار الشيخ الجد العزيز الثرم حفظه الله ورعاه في خطبته اليوم إلى قصة الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة، يروي القصه عن سيدنا عبدالله بن عمر بن الخطاب يقول ذات يوم ورسولنا الحبيب المصطفى ﷺ جالس مع أصحابه في المسجد قال لهم صل الله عليه وسلم الان يدخل عليكم رجل من أهل الجنه، دخل الصحابي وصلئ معهم ثم أنصرف ، وفي اليوم التالي قال الرسول ﷺ نفس الكلام ، واليوم الثالث ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام يحدثهم ويكرر بشارته لهذا الرجل نفسه. حينها حاول الصحابي عبدالله معرفة سرّ هذه البركة بشر بالجنه ثلاث مرات ومن من ؟. من الشفيع الحبيب المصطفى ﷺ ، فتبعه إلى عنده وقال له اذن لي أن أبيت عندك ثلاثة أيام فسمح له وخلال هذه الثلاثة الأيام والصحابي يريد معرفه عمله الصالح الذي نال به هذه البشارة اكتشف أنه فقط يصلي الخمس الصلوات ويقوم من الليل مثلما يفعل بقية الصحابه ولا يزيد عنهم شيئا، فبعد هذه الأيام قال له بالخبر وكيف بشرك الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنه ، قال له والله ما ازيد على الذي رأيته ولكني فقط إذا اويت إلى فراشي نمت وقلبي ليس فيه غل أو حقد أو شيئ لاحد ، كان يحمل قلبًا خاليًا من الحقد والغل والحسد .

هذه القصة تذكرنا بضرورة تهذيب قلوبنا من النزاعات والحسد الذي يملأها، خاصةً في صراعاتنا على حطام الدنيا. فلنتذكر أن الفلاح الحقيقي هو في نقاء القلوب وحسن التعامل والأخلاق والاحترام فيما بيننا البين.

أننا البوم نعيش في زمن تشتد فيه المشاكل والفتن والنزاعات على وسخ الدنيا، يجب أن نتذكر أن الحياة قصيرة وأننا سنرحل يوماً ما. فكم من الأخوة والآباء ضحوا بعلاقاتهم بسبب خلافات تافهة، في حين أن الموت قد يأتيه بغتة ، كما حدث مع الكثير رحمة الله عليهم الذين كان لديهم من المال والسلطة، لكنهم لم يتوقعوا أن يأتيهم الموت في لحظة غير محسوبة.
لقد رأينا كيف رحل العديد من الاخوه والاباء ومن القادة والملوك ممن ملكوا من أرض الله لكنهم رحلوا تاركين خلفهم كل شيء، فليكن ذلك عبرة لنا. فلا شيء يبقى في هذه الدنيا، إلا ما نتركه من أثر طيب وعلاقات طاهرة. لنحرص على أن تكون قلوبنا نقية وأن نتجاوز الخلافات ، لأن ما يهم حقاً هو العمل الصالح والتسامح ونظافة القلوب من كل الأحقاد والمشاكل والامراض والاختلافات مع بعضنا البعض .

فكروا في تلك اللحظات، واجعلوا من قلوبكم ملاذاً للسلام والمحبة.  كونوا دائماً على تواصل والتنازل لبعضكم البعض، لأن الدنيا زائلة، ولا يبقى لك بعد رحيلك إلا الأثر الجميل والسمعة الطيبة فأحرصوا  .

تحياتي للجميع وحبينا نذكر لكم 
ونسأل الله الهداية والنفع للجميع