التبول اللاإرادي عند الاطفال... كيف نعالجه!!
أبين الآن- متابعات خاصة
الكثير من الأطفال تعرضوا لحالات من الخوف والهلع والتوتر العصبي وخاصة في ظل الظروف الراهنة ... كان ذلك سبباً لزيادة بعض الأمراض الناجمة عن هذا التوتر ..من هذه الحالات هو التبول اللاإردي وعدم القدرة على التحكم بالمثانة والتبول!
فما المقصود بالتبول اللاإردي عند الاطفال وماهي أسبابه وأنواعه.
.......................................
التبول اللاإردي عند الاطفال :
• هو تكرار تبول الطفل في ملابسه او السرير (متعمداً او بدون قصد )لمرتين في الاسبوع على الاقل لمدة لا تقل عن ثلاث أشهر وبعمر يزيد عن خمس سنوات .
• ينتشر عند الذكور أكثر من الإناث بنسبة 4:1
• له نوعان :
1. بدئي: اي ان الطفل لم يبدي اي قدرة على استمساك البول خلال الفترة السابقة من حياته منذ الولادة وهو الأكثر شيوعاً وعادة لانجد سبب واضح له .
2. ثانوي : اي ان الطفل عاد لحالة التبول اللاإردي بعد مرور فترة لاكثر من سنة ضبط فيها المثانة بشكل تام... وهو الاقل شيوعاً ... وغالباً مايعرف السبب في هذا النوع .
ماهي أسباب التبول اللاإردي عند الاطفال :
• تأخر النضج الفسيولوجي من الناحية العصبية عن عمر 5-6 سنوات وهو غالباً مايشفى خلال ستة أشهر بعد هذا العمر .
• اضطراب النوم عند الطفل .
• أسباب جسدية وعضوية كوجود تشوه في مجرى البول.. والتهاب المثانة .. اضطراب التعصيب بالمثانة... والإمساك المزمن ... والداء السكري... او سبب هرموني كنقص هرمون ADH المضاد للادرار البولي
• الشدة النفسية ... نتيجة الخوف والقلق والتوبيخ والغيرة او المشاكل العائلية .
• ممكن أن تكون المشكلة وراثية .
• تناول بعض الأدوية التي من تأثيراتها الجانبية سلس البول (مثل الكلوزابين )
تشخيص التبول اللاإردي البولي :
لايوجد اجراء طبي او فحوص خاصة لتشخيص التبول اللاإردي .. ولكن تأتي أهمية التحاليل والاشعة لاستبعاد وجود اي أمراض عضوية.
نتوجه للناحيةالأساسية بموضوع اليوم وهو العلاج:
**********************
فقبل التوجه بالعلاج نحو الطفل يجب أن نتوجه لوالدي الطفل وافهامهم ان سلس البول الليلي مرض بسيط وشائع جداً بين الأطفال وتشفى في اغلب الاحيان مع نمو الطفل وبشكل عفوي ودون تلقي علاج ... والمعالجة الناجحة لسلس البول عند الطفل تتطلب إعادة الثقة للطفل.......
• يعتمد العلاج على الناحية السلوكية بالتوازي مع العلاج الدوائي ولكن يجب التركيز على عدة نقاط خلال العلاج تتضمن عدداً من الإجراءات الإرشادية :
1- أن يقدم العشاء والماء للطفل قبل النوم بوقت طويل وأن يُمنع الطفل من تناول السوائل بعد ذلك قبل دخوله للنوم (شاي ـ شراب ...) .
2-ألا نضع للطفل التوابل والمواد الحارة في الطعام لأن ذلك يجعله يشرب كثيراً من السوائل .
3-أن يوقظ الطفل في منتصف الليل للذهاب إلى الحمام ويجب أن يتبول قبل النوم مباشرة.
4-عدم استخدام العقاب أو الاستهزاء به لأن هذه الأساليب تفقده القدرة على ضبط مثانة .
5- تحسين البيئة التي يعيش فيها الطفل من خلال إشباع حاجاته وتوفير الأمن والحب للطفل وحل مشكلاته النفسية مثل الغيرة والخوف والغضب .
6- المواظبة والدقة في تنفيذ النظام الذي يضعه المعالج النفسي مع الاهتمام الكافي من جانب الطفل و الأم .
7. ترك غرفة الطفل مضاءة بضوء خافت ليلاً .
8. منع الطفل من تناول السوائل عند المساء وخاصة الشاي والقهوة والكولا... هذه السوائل تزيد حجم البول وتهيج المثانة .
9. معالجة الإمساك والأمراض العضوية ان وجدت .
10. الامتناع عن معاقبة الطفل على عملية سلس البول وعدم إظــهار الإنزعاج أمامه وعدم توبيخه وخاصة امام الآخرين ومدحه عندما يستيقظ جافاً ....
العلاج السلوكي يتضمن :
....................................
• تدريب الطفل على ضبط المصرة البولية عن طريق تكرار السؤال عليه لمدة لا تقل عن اسبوعين .
• تدريب الطفل على زيادة سعة مثانته بنفس الطريقة السابقة عند شعوره بامتلاء المثانة نطلب التأجيل 5 دقائق وتكرر العملية لخمس ايام
• ايقاظ الطفل بعد ساعتين من النوم لدخول الحمام .
• مكافأة الطفل عند استيقاظه جافاً.
العلاج الدوائي:
.....................
يجب عدم اللجوء للمعالجة الدوائية قبل عمر الخمس سنوات لسببين:
1. نترك مجال للجملة العصبية اكمال نضجها ونموها .
2. المعالجة تتطلب فهم وإدراك جيدين من قبل الطفل وهذا صعب التحقيق قبل سن الخمس سنوات
• يلجأ إلى المعالجة الدوائية بحال فشلت المعالجة النفسية او كمرحلة مؤقتة لإقناع الاهل والطفل بأن الحالة بسيطة .
• والأدوية المستخدمة تنتمي لعدة زمر ويجب ايقافها بشكل تدريجي وعدم استخدامها لفترة طويلة .
• لسنا بصدد ذكر الزمر الدوائية فالحديث عنها يطول .... بشكل عام العلاج الدوائي له تأثيرات جانبية والمفضل عدم اللجوء إليها الا بعد استنفاذ طرق العلاج السلوكي السابق ... وباستشارة طبية حصراً.
• بعد عمر 8 سنوات يجب أخذ الموضوع بجدية أكثر وتحديد السبب واستشارة طبيب متخصص بالاعصاب فقد يكون السبب عضوي..
والأن أصبح من السهل مساعدة طفلك في التغلب على الآثار السلبية للسلس البولي بمزيد من الصبر والتدريب وزرع الأمل عند الطفل والتفاؤل في فراش نظيف لطفلك .....
دمتم بصحة وعافية .
د. مجيد احمد الضحياني