"الأورطة الشرقية".. البرهان يفخخ السودان بقوات أجنبية
ما زال الجدل محتدمًا في حول قوات "الأورطة الشرقية" التي أعلنت عن انتشارها في شرق البلاد، وسط تخوفات من أن تصبح الميليشيا الجديدة غطاءً للتدخل الأريتيري في السودان.
وتضم قوات "الأورطة الشرقية" مقاتلين من قبيلة "البني عامر" المشتركة مع دولتي السودان وأريتيريا، ويرأسها الأمين داؤود، الذي يرأس تنظيم "الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة"، والذي كان جزءًا من للسلام في السودان، ولكنه وجد معارضة واسعة في الشرق؛ ما علق تنفيذ الاتفاق هناك.
200 مقاتل
وأكد مصدر مطلع لـ"إرم نيوز" أن قوات "الأورطة الشرقية" لا تزيد عن 200 مقاتل لكنها ستصبح غطاءً لتدخل الجيش الأريتيري في شرق السودان، مشيرًا إلى أن المقاتلين من كلا الطرفين هم من قومية واحدة مما يصعب التفريق بينهم.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن نشر قوات "الأورطة الشرقية" في هذا التوقيت الهدف منه حماية إقليم شرق السودان، وفي حال محاولة قوات الدعم السريع التمدد إلى هناك سيواجهها الجيش الأريتيري متخفيًا في زي "الأورطة الشرقية"، وفق قوله.
وأضاف أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان "لا يريد أن تصل الحرب إلى إقليم شرق السودان الذي نقل إليه عاصمة البلاد منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب؛ ما يجعله مستعدًا لإدخال الجيش الأريتيري وغيره من أجل حماية الموانئ على البحر الأحمر التي أصبحت المورد الاقتصادي الأهم المتبقي له".
وأشار المصدر إلى الأطماع الأريتيرية في ولاية كسلا السودانية الحدودية التي تقطنها قوميات مشتركة بين الدولتين، وذكر أنه "من غير المستبعد أن يمنحها البرهان لـ (الرئيس الأريتيري أسياس) أفورقي مقابل تدخله ومساعدته في الحد من تقدم قوات الدعم السريع إلى شرق السودان".
الجيش الأريتيري
من جهتها، أكدت مصادر إعلامية أن القوات التي أعلن عن نشرها في شرق السودان باسم "الأورطة الشرقية" ما هي إلا قوات تتبع للجيش الأريتيري وستدخل الحرب لصالح الجيش السوداني تحت غطاء الميليشيا الجديدة، في محاولة من الرئيس الأريتيري لتوفير الدعم العسكري للجيش السوداني.
وأشارت المصادر إلى أن أفورقي يسعى، بمعاونة قيادات تنتسب للشرق، منهم إبراهيم محمود حامد، وإبراهيم دنيا، والأمين داؤود، للسيطرة على شرق السودان كهدف إستراتيجي محاولًا استغلال الأوضاع الراهنة في البلاد.
وكان رئيس حزب المؤتمر الوطني المنحل، إبراهيم محمود حامد، قد ظهر خلال الأيام الماضية، في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة، وسط استقبال رسمي من سلطة الجيش السوداني.
وقال مصدر سياسي سوداني، لـ"إرم نيوز"، في وقت سابق، إن إبراهيم محمود حامد هو رجل علي كرتي، الذي تربطه علاقات مع دولة أريتيريا، ومع الأمين داؤود قائد "الأورطة الشرقية".
وأشار المصدر إلى أن "مخطط مجموعة المؤتمر الوطني يقوم على تقسيم السودان بتدخل دول مجاورة، من أجل محاولة التخلص من قوات الدعم السريع".
البجا تعارض
ووجد نشر قوات "الأورطة الشرقية" معارضة واسعة من قومية البجا الأوسع انتشارًا في شرق السودان، حيث اعتبرت الميليشيا تدخلًا من دولة أريتيريا في الإقليم.
وأصدر المجلس الأعلى للبجا بيانًا عنونه بـ"حول نشر قوات أريتيرية في إقليم البجا"، كال فيه الاتهامات للقوات الجديدة ولقائدها الأمين داؤود ووصفه بـ"عضو جبهة التحرير الأريتيرية"، الحزب الحاكم في أريتيريا.
وقال البيان الذي تلقاه "إرم نيوز" إن الأمين داؤود حينما جاء خلال الفترة الانتقالية عبر اتفاق "مسار الشرق" ضمن اتفاق جوبا مع الحكومة السودانية، لم يكن يملك أي سلاح ولا قوة عسكرية، واليوم تم تسليحه بواسطة أجهزة المخابرات السودانية والأريتيرية".
وأضاف أن "إطلاق قواته المدربة في أريتيريا، ونشرها في إقليم البجا داخل السودان، يؤكد استمرار المشروع القاضي بتسليم الشرق لفلول المعارضة الأريتيرية، ويؤكد مضي النظام السوداني في مشروع الفتنة والدماء".
وشدد المجلس الأعلى للبجا على رفض نشر ميليشيا "الأورطة الشرقية" التي اعتبرها مخصصة للتغيير الديمغرافي المفضوح، كما رفض وجود أي ميليشيات عسكرية من حركات دارفور في شرق السودان.
وأضاف "نعلن أن نشر أي قوة تتبع لقادة مسار الشرق الأريتيري في أرض البجا هو بمثابة إعلان الحرب علينا، ونرفض أن يكون إقليم البجا منصة لعودة النظام السابق، ونعلن الاستنفار العام لشباب البجا لرفض أي وجود عسكري لممثلي المسار الأجنبي باسم الشرق".
4 ميليشيات
وكانت ميليشيا جديدة تحمل اسم "الأورطة الشرقية"، قد أعلنت على نحو مفاجئ، نشر قواتها في شرق السودان، بالتنسيق مع قوات البرهان، بعد أن تلقت تدريباتها في معسكرات داخل دولة أريتيريا المجاورة.
ونشرت الميليشيا الجديدة قواتها في ولاية كسلا المتاخمة لولاية الجزيرة وسط السودان، والحدودية مع أريتيريا من الناحية الشرقية للبلاد.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن "الأورطة الشرقية" تُعدّ ضمن 4 ميليشيات تلقّت تدريبات عسكرية بمعسكرات في أريتيريا؛ ما يثير مخاوف من دخول أطراف مسلّحة جديدة في النزاع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع غياب أي حل في الأفق.
وكان المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، أكد أن قوات "الأورطة الشرقية" تأتي ضمن مخطط تقسيم السودان، كما أنها تعد تدخلًا سافرًا من دولة أريتيريا في الشأن السوداني.
وكالات