خبراء: "وحدة الساحات" انتهى مع صعود ترامب وانهيار حزب الله
رأى خبراء عسكريون، أن مفهوم "وحدة الساحات"، الذي تروج له في المنطقة، أصبح من الماضي مع صعود الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض مرة أخرى، وانهيار ميليشيا حزب الله اللبنانية.
وتسعى طهران عبر "وحدة الساحات" لاستمالة المليشيات المسلحة ضمن حروبها في ، حيثُ يُشير المفهوم إلى التعاون والتنسيق بين ما يُسمى بـ"فصائل المقاومة"، بحيث يتم التعامل مع أي اعتداء ضمن هذا المحور على أنه اعتداء على الجميع.
وكشفت تقارير أخيرًا، عن قرب تنفيذ الفصائل العراقية، هجمات لصالح إيران، ضمن عملية "الوعد الصادق3"، لكن كتائب حزب الله في العراق، أعلنت في بيان براءتها من تلك العملية.
توجه جديد
وقال الخبير في الشؤون الأمنية، حميد العبيدي إن "موقف كتائب حزب الله يعكس توجهًا جديدًا لدى بعض الفصائل العراقية، التي كانت دائمًا تعتبر نفسها جزءًا لا يتجزأ من محور المقاومة، لكنها الآن تميل إلى تحديد مسؤولياتها داخل حدود العراق".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن ذلك "التحول يمهد لإعادة النظر في مفهوم (وحدة الساحات) وربما يدفع جميع الفصائل نحو إعادة تقييم إستراتيجيتها بشكل يتناسب مع التطورات السياسية والأمنية، خاصة مع قدوم ترامب إلى البيت الأبيض".
ويقوم مفهوم "وحدة الساحات" عمليًا على الربط بين فصائل مسلحة هي نوع من الجيوش الموازية، حيث كان "حزب الله" يلعب دورًا كبيرًا في مد الجسور بين الساحات وتزويد كل واحدة منها بما تحتاجه من خبرات ومدربين ومشرفين.
غير أن ما حصل لحزب الله، وانهياره بشكل تام، وعجزه عن تقديم الإسناد للفصائل الأخرى، مثل مليشيات الحوثيين وكذلك الفصائل في العراق، دفع الأخيرة، لتولي زمام المبادرة، ولو بشكل مؤقت لكن بيانها الأخير شكل مفاجأة لدى مناصري تلك المجاميع.
صعود ترامب
بدوره، رأى المحلل السياسي نزار حيدر، أن "الفصائل المسلحة في العراق ستتخذ جملة مواقف تبعًا للمتغيرات الإقليمية، وصعود دونالد ترامب، وهذا يأتي لتجنب أي تحركات ضدها، أو استهداف لها"، مشيرًا إلى أن "مفهوم وحدة الساحات أصبح من الماضي، بانهيار حزب الله".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الإيرانيين يدركون هذه التحولات، وربما نشهد ابتعاد الفصائل ولو شكليًا عن المحور الإيراني، أو خفض عملياتها العسكرية في المنطقة، خاصة وأنه بقي 3 مجاميع فقط تنخرط في تلك الأنشطة".
ويرى مختصون أن إيران تمكنت من تفتيت الهويات الوطنية، والتأثير عليها، لصالح مفهوم "وحدة الساحات"، حيث قفزت تلك المجاميع على الإرادات المجتمعية والشعبية، وانخرطت في صراعات ليس لصالح بلادها، وإنما خدمة لأجندة طهران.
وكالات