ورحل أبو فكري بصمت ،،
(أبين الآن) خاص
فُجعنا يوم أمس برحيل المربي الفاضل ، والتربوي القدير ، والشخصية الاجتماعية النبيلة الأستاذ علي عوض باحشوان ، وذلك
بعد صراع مرير مع المرض .
وبرحيله تخسر محافظة ابين كادرأ متميزأ ، وشخصية إجتماعية فذة ، أسهمت بأدوار وطنية بارزة خلال مسيرة حياتها .
رحل أبو فكري بصمت ، وقادر دنيانا الفانية دون ضجيج ، وانتقل إلى جوار ربه يحمل معه آلامه ، وخيباته من مجتمع لا يعير الأحرار ، والشرفاء
وزناً ولا قيمة .
عرفته عن قرب منذ منتصف التسعينيات وامتدت علاقتي به حتى رحيله .
آخر لقاء جمعني به كان في عيد الاضحى الماضي ، رأيته جالساً بفنداء داره فسلمت عليه ، وسألت عن أحواله ، وعن صحته ، وكان مرهقاً من آثر المرض .
كان رحمه الله أنيق المنظر ، دمث الأخلاق ، عفيف اللسان ، نقي القلب ، طيب النفس ، حسن السمت ، مثقفاً ، حاذقاً ، قارئأ للأحداث ، سياسياً متزنأ ، لا يعرف التعصب ، ولا يحب المباها.
كل تلك الصفات وغيرها كثير ، أهلته كي يحتل مكانة في قلوب المجتمع من حوله ، وأن يحظى بمحبة الناس ، وأن ينال شرف الإحترام .
هو واحد من الشخصيات التي قدمت الكثير ، وأسهمت بفعالية في بناء الأجيال ...
لكن... ناله التجاهل ، وتعرض للأهمال ، وشمله التهميش ، ولم تُستثمر طاقاته ، وقدراته ، ومهاراته فيما يعود بالنفع على المجتمع .
فرحم الله أستاذنا الفاضل علي عوض باحشوان رحمة الابرار ، وأسكنه فسيح الجنان .
وبهذا المصاب الجلل نعزي جميع أفراد أسرته ، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون .